شريط الأخبار

التعليم الذكي .. أسوة بالحظر الذكي

التعليم الذكي .. أسوة بالحظر الذكي
كرمالكم :  

د. إبراهيم البدور

منذ أن بدأت ازمة كورونا في الأردن بشهر آذار من هذا العام سمع الأردنيون بمصطلح الحظر؛ فتم تطبيق الحظر الشامل لمده اسبوعين ثم حظر جزئي لقطاعات مختلفة ثم حظر لساعات معينة ثم حظر ايام الجمع …الخ.

ثم برز مصطلح جديد وهو ما يسمى الحظر الذكي، وهو بكل بساطة حظر قطاعات معينة وجودها يزيد من فرص الاصابة بكورونا، وتحديد ساعات محددة لعمل هذه القطاعات وبشروط صحية صارمة وذلك لعدم انهيارها وللحفاظ على فرص العمل التي توفرها.

هذا النوع تم استحداثه للحفاظ على الاقتصاد وكي تكون هناك موازنة بين الصحة والحفاظ على ارواح الناس وبنفس الوقت الحفاظ على ارزاقهم وبالذات في القطاع الخاص الذي دفع ضريبة عالية من تطبيق الحظر الشامل الذي كان له أثر سلبي مباشر على اصحاب العمل والعمال في آن معاً.

قطاع التعليم أسوةً بباقي القطاعات طُبق عليه نظام الحظر الشامل وتم تعليق دوام المدارس والتحول الى التعلم عن بُعد وتم توقيف التعليم الوجاهي في كل المدارس خاصة وحكومية، والاعتماد فقط على منصة درسك التي تحتاج بطبيعة الحال الى اجهزة الكترونية وشبكة تغطية والتي حسب المراقبين لا تتوفر عند شريحة كبيرة من المواطنين الذين يرزحون اصلاً تحت الضغط الاقتصادي الذي خلفته ازمة كورونا.

نسمع كل فترة مطالبات من الاهالي والطلبة بأن يعود التعليم الوجاهي للمدارس ويقابل ذلك رفض حكومي وابقاء على نظام الحظر الشامل للتعليم، وتعليل الحكومة لهذا التزمت هو الخوف من انتشار الوباء بين الطلبة والمعلمين وانه يوجد بديل للتعليم الوجاهي وهو نظام مطبق في كل الدول التي تتعرض لهذه الجائحة!.

لكن التعليم عن بُعد وبالذات ‘ منصة درسك’ تعاني مشاكل كثيرة والاهالي والطلبة يشتكون منها وللاسف لم يتم التطوير عليها من شهر آذار الماضي، والشكاوى من الاهالي والطلبة نفسها من ضغط على المنصة وعدم استيعاب جميع الطلبة.

مع كل مطالبات الاهالي والطلبة بعودة التعليم الوجاهي للمدارس ورفض الوزارة لذلك، يبرز خيار ما يسمى “ بالتعليم الذكي”، وهو حل وسطي بين الاغلاق الكامل وبين عودة التعليم وجاهياً، بحيث نحافظ على استقرار الوضع الوبائي وعدم تعريض المعلمين والطلبة للمرض، وفي نفس الوقت نحافظ على جودة التعليم، والتي اصبحت على المحك.

خيار “التعليم الذكي “ تندرج تحته عده اقتراحات؛ فيمكن تقسيم الطلبة الى نصفين وكل نصف يداوم يوما ويكون اليوم الآخر عن بعد بحيث تتم مراجعة هذا الجزء في اليوم التالي وجاهياً، ويمكن ان نعمل التعليم مرحلتين (صباحي ومسائي)، ولكن الخيار الانسب للجميع هو ان يكون التعليم المباشر اختياريا، بحيث يتم تخيير الاهالي والطلبة بين الاسلوبين (الوجاهي وعن بُعد) وان يختاروا ما يناسبهم ويناسب ظروفهم.

واذا تم تسجيل أي اصابات في مدرسة التعليم فيها مباشر، يتم التحول الى نظام عن بُعد لمده 10 ايام وعزل الحالات ويعود بعدها التعليم مباشراً.

اعتقد ان التعليم مهم كما هو الاقتصاد، فتطبيق استراتيجية الحظر الذكي لمنع انهيار الاقتصاد وحمايته يجب ان يصاحبها خيار التعليم الذكي حفاظاً على التعليم الذي سنرى اثر البعد عنه بعد سنوات قليلة.

مواضيع قد تهمك