شريط الأخبار

"مرة أخرى" .. وزارة الصحة ليست كورونا فقط

مرة أخرى .. وزارة الصحة ليست كورونا فقط
كرمالكم :  
د. إبراهيم البدور
وزارة الصحة ليست لكورونا فقط" هذه عبارة استخدمها وزير الصحة د.نذير عبيدات في لقاء متلفز مع الإعلامي عامر الرجوب ببرنامج صوت المملكة بتاريخ 21/10/2020، حيث كان النقاش عن عدد حالات كورونا ومقارنته نسبيا بعدد المرضى الكلي والذي كان في ذلك الوقت 15 %.

في ذلك التاريخ كانت الأردن ترزح تحت موجة كورونا قاسية، وكانت الاعداد تتزايد، حيث يومها سجل الأردن 2648 اصابة و29 وفاة.

الأردن تعدى تلك الفترة الصعبة، وبقي جهازه الطبي متماسكاً، فلم يحدث عندنا انهيار ولم يذهب مريض لمستشفى ولم يجد سريرا. وهذا شيء يسجل للأردن أنه بنى – خلال عقود- منظومة صحية قوية بقيت متماسكة خلال الازمة وكانت خط الدفاع الاول في حربنا مع فيروس كورونا.

أزمة كورونا هي أزمة جديدة والفيروس ما يزال سلوكه مجهولا، فكل فترة يفاجئنا إما بطفرة متحورة او موجة جديدة، لذلك يحتاج فريقا متخصصا يضع خططا، ويتابع، ويجلب المطاعيم.. الخ .

لكن يلاحظ الجميع ان الاهتمام فقط في كورونا، والقطاعات الاخرى الصحية لا تأخذ حقها من الرعاية؛ فتطوير القطاع الصحي أولوية، وتدريب الاطباء والفنيين أولوية، ورعاية المرضى العاديين أولوية، وتحسين البنية التحتية للمستشفيات أولوية.. الخ.

هذه القطاعات تعاني بالأصل ومشاكلها مزمنة، ولكن تعمقت هذه المشاكل خلال ازمة كورونا، فمع دخول الازمة تم عمل حظر شامل على دخول ومراجعة العيادات والمستشفيات، وحتى مع تخفيف الحظر بقيت العيادات والعمليات مغلقة لفترة طويلة.

المطلوب الآن هو الاهتمام بالقطاع الصحي ككل وليس فقط ازمة كورونا، وان يحدث فصل في ملف كورونا عن ملف وزارة الصحة، بحيث يستلم هذا الملف شخص واحد وان تتجمع القطاعات المختلفة التي تُعنى بهذا الملف تحت مظلة واحدة، فتوجد 3 جهات تتابع وتخطط لهذه الازمة، فلجنة الاوبئة جزء، ومركز الامراض السارية-المُنشأ حديثاً – جزء آخر، وقسم الامراض الوبائية في وزارة الصحة جزء ثالث، فهذه الجهات عملها يتداخل في بعض، لذلك يفضل جمعهم وان تكون هناك مرجعية طبية واحدة لكورونا.

أما ملف وزارة الصحة فيكون للوزير مباشرةً. بحيث يقوم بمتابعة الملفات العالقة وحل المشاكل الادارية والفنية الموجودة والتي يعاني منها موظفو وزارة الصحة (اطباء وفنيون واداريون) وفي نفس الوقت تحسين الخدمة الصحية المقدمة للمرضى.

مواضيع قد تهمك