شريط الأخبار

«باي..باي ..كورونا»..!!

«باي..باي ..كورونا»..!!
كرمالكم :  
رشيد حسن
هل نستطيع ان نقول «باي.. باي.. كورونا «»..!! على غرار المسرحية الكويتية المشهورة «باي.. باي.. لندن»..! رغم ان الوقت لا يزال مبكرا .. فالفيروس لا يزال موجودا .. والاصابات تحدث كل يوم .. وان كانت في تراجع ..وتراجع مستمر.. يوحي بان الوباء اصبح تحت السيطرة .
ان قيام الحكومة اليوم الاحد 30 الجاري.. بتدشين المرحلة الاولى من الانفراج .. وتخفيف الاجراءات .. وصولا الى الانفتاح التام في الاول من ايلول القادم ، وعودة الامور الى ما كانت عليه قبل انتشار الوباء .. ما يعيد البهجة والفرحة والطمأنينة الى كافة المواطنين .. الى النفوس المتعبة ..المرهقة .. القلقة .. التي عانت وعلى امتداد شهور طويلة «20» شهرا.. وقد استولى القلق على الجميع ، وكانت المعاناة والالم وشبح الموت، يترصد كل الاردنيين .. لا بل البشرية جمعاء..التي فقدت حتى الان اكثر من 3.5 مليون انسان .. كما اصاب الوباء اكثر من 170 مليونا على امتداد الكرة الارضية .. ولا يزال الفيروس الملعون يهدد الجميع ، رغم ان حملات التطعيم اسهمت في وقف انتشاره .. واسهمت في انقاذ البشرية من الموت.. الذي اصبح الثابت الوحيد في حياة «7» مليارات انسان يعمرون الكون..
ورغم كل ذلك .. فالصورة حتى الان لا تبدو مطمئنة .. الا اننا مطمئنين .. وواثقين –بعونه تعالى- بان هذا الصيف سيكون صيفا ..أمنا .. طافحا بالسعادة بعد محاصرة الفيروس .. والسبيطرة عليه . ومنعه من الانتشار ..
ويزيد في اطمئناننا ..ان العديد من خبراء الاوبئة، ومراكز الدراسات وخاصة في جامعة «هوبكنز» يميلون الى الاعتقاد بان الفيروس في طريقه الى الاختفاء، كما اختفى فيروس الطاعون والكوليرا والسل والتيفوئيد .. الخ .. بعد ما فقد الكثير من قوته بسبب المناعة المجتمية والتطعيم والتحورات التي ادت الى اضعافه..!!
متفائلون بان هذا الصيف سيكون امنا .. دافئا .. بالتئام العديد من الاسر بعد عودة ابناءها المغتربين .. بعد عودة العصافير الى اعشاشها .. وقد اضنتهم الغربة .. واوجعهم الفراق الطويل المصحوب بالقلق ..
تداعيات « الكورونا» اخطر من تداعيات الحرب .. فللحرب بداية ونهاية .. قد تكون معروفة.. والشعوب تملك الوسائل والادوات التي تحميها من فواجع الحروب وخاصة الملاجىء.. في حين لا مكان امن يحمي الانسان من عدو لا يرى بالعين المجردة..وانتشر في كل ارجاء الارض ....ونشر الهلع والموت .. بعد ان حصد الملايين .. وعبرت الاية الكريمة اصدق تعبير عن حالة الخوف التي استبدت بالانسان « يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه.. وصاحبته التي تؤيه .» صدق الله العظيم..
ينام بالكمامات .. ويصحو عليها.. لا تفارقه لحظة واحدة .. ففراقها يعني انه وقع في شرك الموت ..
الشكر كل الشكر للجيش الابيض.. للاطباء والعلماء والمختبرات ..الذين تصدوا ببسالة منقطعة النظير للفيروس .. وجعلوا من اجسادهم سدا لحماية الانسانية كلها.. فقضى بعضهم شهداء . وتمكن الاخرون من اجتراح المطاعيم التي حمت الانسانية من موت محقق، واعادت الامل للنفوس بعد ان فقدت هذا الحلم الجميل.. واصبحت الحياة مجرد محطة انتظار .. بموت محقق بفيروس الكورونا..
مطمئنون .. ولكننا حذرون .. ما دام الفيروس لا يزال بيننا .. يهددنا بالعودة اذا تراخينا في الالتزام بلبس الكمامات والتباعد الاجتاعي .. ولم نقبل كلنا على التطعيم كزورق نجاة .. لا بديل عنه قبل ان نغرق في لجة الوباء..
حماكم الله جميعا .
الدستور

مواضيع قد تهمك