شريط الأخبار

ارهاب الكورونا..مستمر!!

ارهاب الكورونا..مستمر!!
كرمالكم :  
رشيد حسن
لا يوجد شيء في العالم يدعو الى القلق الشديد.. ويرهب البشرية في قاراتها الخمس.. ولا يستثني أحدا.. كما هو فيروس»الكورونا»..!!.
وسبب هذا الارهاب المستمر. المتجدد –اذا جاز التعبير- هو قدرة هذا العدو على التجدد.. والتمحور.. وانتاج سلالات جديدة!!.. وكلها شديدة الخطورة.. سريعة الانتشار.. تحصد الارواح.. فمن المتحور البريطاني.. الى المتحور الهندي.. الى المتحور الجنوب افريقي.. الى البرازيلي.. واخيرا متحور الدلتا..!!.
صحيح ان المطاعيم اشاعت الامل بعد يأس واحباط الى حد كبير... ولكنها -مع الاسف- لم تقض على الفيروس.. الذي فاجأ هذه المطاعيم باستتنساخ اشكال جديدة من الفيروسات المتحورة,,
وهذا يعني برأي خبراء الاوبئة ان فيروس «الكورونا» فيروس ذكي جدا.. وقد يعتبر أذكى انواع الفيروسات التي اكتشفها العلم حتى الان.. فهو قادر على تجديد نفسه باستمرار.. ما يشكل صعوبة كبيرة في القضاء عليه نهائيا..
هذه الحقيقة تعني ان المعركة مع «الكورونا».. معركة قاسية جدا. وطويلة جدا.. وان ارهاب هذا العدو.. هو ارهاب مستمر.. ومتطور.. وستعاني البشرية جراء ذلك معاناة قاسية، لا مثيل لها، ولن تستطيع وفق المؤشرات والدلائل العلمية القضاء عليه في المدى المنظور.
خبراء في الاوبئة لخصوا الحالة بعبارتين شديدتي الايجاز.. ولكنهما عميقتا الدلالة وتتلخصان بالاتي:
لا مفر من التعايش مع هذا الوباء، ولمدة طويلة جدا.. وعلى البشرية التعامل مع الحالة الوبائية بذكاء ووعي شديدين. وبدون خوف أو وجل.. كافضل وسيلة للحد من انتشاره..
والثانية: لا بديل عن الالتزام التام بتعليمات الوقاية والاجراءات الصحية.. وبالاخص لبس الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي وتطهير اليدين باستمرار.. الخ.
على ان يترافق كل ذلك بتناول المطاعيم واتخاذ اجراءات قاسية ضد الذين يرفضون التطعيم.. بعد ان ثبت ان التطعيم هو سفينة النجاة الوحيدة للوصول الى بر الشفاء.. قرأت كثيرا ما كتبه مبدعون عن زمن الكورونا.. وقرات رواية «الطاعون» للمبدع الفرنسي «كافكا « و»الحب في زمن الكوليرا» للروائي «ماركيز».. فوجدت ان المعركة واحدة.. ما بين الامل واليأس.. وان من يعشقون الحياة هم من ينتصرون.. فارادة الحياة اقوى من الموت.. وارادة «همنجواي» كانت اقوى من القرش المرعب.. فانتصر ارادة همنجواي.. وهزم ملك البحار المفترس..
صحيح كما يقول «كافكا» ان الطاعون يفرض على الانسان ان يختار النفي مجبرا.. وهو ايضا الناموس الذي تفرضه «الكورونا».. ولكن هذا النفي القاسي هو من يولد ارادة الحياة ويهزم جيوش اليأس.. وينتصر على الموت.
حماكم الله جميعا..
الدستور

مواضيع قد تهمك