شريط الأخبار

بنطلون روبي و"الجمهور عاوز كدة"

بنطلون روبي والجمهور عاوز كدة
كرمالكم :  
عبدالله المجالي
"بنطلون روبي" طغى على حديث وزير الإعلام صخر دودين خلال جلسة حوارية. "فالرأي العام اهتم بـ"الخزق في بنطلون روبي" أكثر من تصريحات مهمة للجنة تحديث المنظومة السياسية ظهرت في ذات اليوم"، على حد قول الوزير.
المفارقة أن ما شكا منه الوزير حدث حرفيا. فقد جاء ذكره لبنطلون روبي في معرض شكواه وتذمره من سلوك الرأي العام أو الجمهور الذي تثيره الغرائز والتوافه والشائعات أكثر من المسائل الجدية والحقائق. لكن وسائل الإعلام اهتمت بتلك التصريحات لارتباطها بـ"بنطلون روبي"، وذهبت آهات الوزير أدراج الرياح!!
في معرض ترويجهم الرذائل والتوافه كان المنتجون والفنانون المصريون يتكئون على مقولة "الجمهور عاوز كده"، ولذلك فهم يسايرون ما يريده الجمهور ليس إلا! وهي مقولة تضع اللوم على غيرهم، وتلقي باللوم على الجمهور المتلقي!!
فهل يمكن القول إن الرأي العام والجمهور هو الذي يسير الإعلام ويوجهه ويحدد له بوصلته وليس العكس؟!
بالرغم من رسوخ مقولة "الجمهور عاوز كده"، وبالرغم من أن حتى مثقفين ونخبا وبعض المصلحين استسلموا لتلك المقولة، واعتبروها حقيقة من الحقائق، ولذلك رأينا بعضهم ينساق ويحاول جذب الجمهور بذات المنطق وإن ألبسها لَبوسا شفافا. إلا أن جميع علماء الإعلام والاتصال يجمعون أن وسائل الإعلام هي من وسائل وأداوت توجيه الرأي العام. فكيف نوفق بين هذا وذاك؟
إذا راقبنا سلوك الجمهور في الأحداث الهامة والحساسة نكتشف أنه سرعان ما يتفاعل معها، ما يعني أن انجذاب الجمهور للغرائز والتوافه والشائعات ليست قدرا مقدورا، وإنما يمكن أن تكون صناعة.
هذا يعني أن هناك إمكانية لتعديل سلوك الجمهور، وأول خطوات ذلك عدم الاستسلام لمقولة "الجمهور عاوز كده".
السبيل

مواضيع قد تهمك