شريط الأخبار

مما تخاف الدولة!

مما تخاف الدولة!
كرمالكم :  
سميح المعايطة
في مرحلة سياسية نتحدث فيها عن دعم للعمل الحزبي هنالك في علاقة الدولة مع الاحزاب تاريخ وتفاصيل يفترض ان لاتغيب عند بناء المرحلة القادمة ،ومن هذه التفاصيل موضوع الثقة وقضية خوف الدولة من بعض الاحزاب.
ربما عبر كل مراحل العمل السياسي لايتم الحديث علنا بهذا المجال ،لكنه امر حاضر ومؤثر ،واصل القضية في تاريخ بعض احزابنا تلك الامتدادات نحو تنظيمات وجبهات وفصائل وجماعات غير اردنية ،وان هذه الامتدادات تنعكس على ولاءات هذه الاحزاب الاردنية وعلى اولوياتها وبرامجها وحتى على صورة الدولة الاردنية في ادبياتها وقناعاتها ،وهذا الامر تعرفه الدولة ويعرفه كل من مارس العمل التنظيمي مع هذه الاحزاب سواءا مازال يعمل معها او انضم إلى صفوف متقاعدي العمل الحزبي.
وعبر مراحل التاريخ كان الحديث العلني جميلا لكن الدول واجهزتها تتعامل مع المعلومات وليس مع الكلام العلني ،ولهذا تعمقت حالة عدم الثقة بين الدولة وبعض الاحزاب ،ومع كل مرحلة يكون فيها السعي نحو تعزيز الحياة الحزبية يكون عامل الثقة حاضرا غائبا .
وعندما تتحدث الدولة في كل مرحلة عن احزاب برامجية اردنية فانها تعبر عن القلق في داخلها من وجود احزاب تتعامل مع الاردن باعتباره ساحة وليس وطن ، او ان يكون موجه الحزب امينا عاما لفصيل او جبهة او تنظيم غير اردني ،او ان يكون الحزب الاردني فرعا لتنظيم غير اردني .
ليس مهما مايتم قوله المهم تلك القناعات التي ترسخت عبر عقود وتحتاج الى معالجة حقيقيه ،لان غياب المعالجة وبقاء حالة الشك والقلق ستكون عائقا حقيقيا امام بناء حالة حزبية قابلة للحياة.
وجود احزاب اردنية كاملة الانتماء للدولة وليست فروعا او امتدادات لاي احزاب او تنظيمات غير اردنية ،وتاكد هذا عمليا والتفاهم بشكل صريح بين الدولة وهذه الاحزاب ضرورة لبناء الحياة السياسية القادمة بما فيها من حكومات برلمانية وتبعاتها.

مواضيع قد تهمك