شريط الأخبار

إلى أمانة عمان وحكايات الباص ذي التردد السريع

إلى أمانة عمان وحكايات الباص ذي التردد السريع
كرمالكم :  
د. ماجد الخواجا
اتصل بي صديقي يطلب مني أن أكتب عن جسر المشاة الذي كان يربط طرفي الشارع الرئيسي قبل ما تدعى بالدوريات الخارجية في صويلح والذي تمت إزالته مع أعمال الباص السريع، حيث زاد عرض الشارع والمسارب والأرصفة مما يضطر المشاة بجميع مستوياتهم وحالاتهم الجسدية والصحية والعمرية إذا أرادوا قطع الشارع بأن يسيروا لمسافة لا تقل عن 50 مترا عرضيا.
وهي مسافة ليست خالية بل إنها مزدحمة في حركة المركبات طوال الوقت وبجميع الاتجاهات، وحيث أن أعمال الباص السريع في صويلح أوجدت تداخلا بين المركبات وبين حافلات الباص السريع في عدة نقاط مرورية تبدأ من محطة صويلح وعند نهاية جسر صويلح وعند الدوريات الخارجية وعند تقاطع جامع الجامعة، وهي أيضا أوجدت تداخلا بين الحافلات الخاصة بالباص السريع وبين البشر المشاة نتيجة عدم وجود حواجز على جانبي مسار الباص السريع، وهذا تسبب في عديد من الحوادث القاتلة للأفراد بسبب قطعهم للشوارع من كل مكان وإلى كل الاتجاهات،
ويكفي تذكر حادثة الشاب الذي كان يريد قطع الشارع الخاص بالباص ففوجئ بأن وجد نفسه في مواجهة أحد الباصات ولولا لطف الله وسرعة بديهة الشاب عندما قام بإلقاء نفسه على الأرض ليمر من فوقه الباص وينجو من حادث قتل كان مؤكدا. إضافة لعديد من الحوادث الفردية أو ما بين مركبة وباص سريع نظرا للتداخل المتواصل في خطوط السير المذكورة أعلاه.
لقد توسم المواطنون في صويلح أن يتم وضع جسر حديث وكهربائي كما هو الحال عند الجامعة الأردنية ومستشفى الجامعة، لكن اكتفى القائمون على المشروع بوضع خطوط للمشاة مع إشارات ضوئية غير عملية، لأن المواطنين اعتادوا في ثقافتهم وهي ليست صحيحة بأن يقطعوا الشوارع من كافة الاتجاهات ومن أي مكان بشكل عشوائي.
طبعا فإن عملية قطع شارع رئيسي وبهذا الحجم والمسافة ليست عملية سهلة للأمهات اللاتي يسرن وبجانبهن أطفال، ولا لكبار السن، ولا للمرضى ، وطبعا وبالتأكيد لا يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يفترض أن نوجد لهم بيئة صديقة وآمنة ومحترمة وتحافظ على إنسانيتهم وتلبي احتياجاتهم.
وكأن القائم على المشروع يعتقد أن من يتعامل مع قطع الشوارع هم فقط الشباب أصحاب العافية والقوة البدنية، فيما الواقع المرير يظهر أن الشوارع بهذا الشكل أصبحت كارثية وعدوة للمفهوم الإنساني.
إن جسر المشاة الذي كان يخدم فئات المواطنين غير القادرة أو الراغبة بعبور الشارع كيفما كان، والذي تم إزالته مع أعمال المشروع، فهو حق وواجب على القائمين على المشروع بأن يعيدوا بناء جسر حديث يمنح الأفراد حقهم في العبور الآمن وعلى اختلاف أوضاعهم ومتطلباتهم. أرجو من معالي الأمين إعادة النظر في إعادة بناء جسر مشاة كهربائي حديث مع مصعد خاص يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء الحوامل والأطفال والشيوخ كبار السن.
كما أرجو إعادة النظر في النقاط التي تتداخل فيها حركة الباص السريع مع المركبات الأخرى أو مع الأفراد المشاة. لأنها ستبقى نقاط توتر لاحتمالية وقوع حوادث مميتة.
الدستور

مواضيع قد تهمك