احصائيات مخيفة تنشرها ادارة السير عن عدد الحوادث غير المسبوقة التي تشهدها المملكة منذ بداية الشهر الكريم، تصادم، دهس، انقلاب، تجاوزات خاطئة وقاتلة، تغيير مفاجئ للمسرب، وسرعة متهورة ومزاحمات.. و نحن لسنا بحاجة الى الاحصائيات لنعرف حجم "الجنون" الذي يصيب كثيرين ممن فقدوا السيطرة على انفسهم في شهر الرحمة بل ان قضاء مشوار بسيط في عمان العاصمة كفيل بأن يشل اطرافك خوفا وهلعا من المركبات التي تتعارك فيما بينها للحصول على احقية السير المخالف والصحيح ناهيك عن الشتائم واطلاق الزوامير.

ورغم ان الحوادث تبدأ مبكرا مع خروج الموظفين الى العمل ولكنها تصبح أكثر جنونا وعنفا قبيل ساعات الافطار بل ان القيادة على الطرقات في هذا الوقت تحديدا يدخل من باب المغامرة وتسليم الأمر الى الله، مع العلم بأن الوصول السريع الى المنزل لا يعني تقريب موعد الاذان والافطار مبكرا ولسنا في حلبة سباق..!!

منذ بداية الشهر الفضيل واخبار وفيات ومصابي الحوادث تتوالى دون اتعاظ او تفكير، ولا يكاد شارع يخلو من سيارة "مضروبة او ضاربة" تقف على الجانب وادارة السير متعبة حائرة من حجم الحوادث ولم تفلح التحذيرات والارشادات في كبح جماح السائقين الغاضبين العطشى والجوعى ممن يحلمون بأول رشفة من السيجارة.

ولا يقتصر الامر على عمان-رغم انها الاولى بالحوادث- ولكن يتعدى الأمر الى الطرق الصحراوية والشمال والجنوب وكأن رمضان – لا سمح الله- تحول من شهر الرحمة والعبادة الى شهر القتل والمشاجرات والحوادث والسب واللعن.. بل اصبحنا نشعر ان حظر التجول في رمضان اصبح مطلبا لحماية الارواح التي تزهق على الشوارع ولاسباب تافهة غير معقولة .. والجميع في سباق عنيف ولا مبالاة وانتحار مع سبق الاصرار والترصد.