شريط الأخبار

الشباب والأحزاب

الشباب والأحزاب
كرمالكم :  
جميل النمري
استضافت «الشبيبة الاشتراكية» المغربية مؤتمرا شبابيا عالميا في مدينة طنجة بمشاركة وفود من 42 دولة. وهذا هو المؤتمر الأول للملتقى الدولي للشباب الذي نشأ حديثا، وحسب الأمين العام للملتقى السيد غسان سداوي ( ناشط شبابي عراقي يقيم في السويد) فعضوية الملتقى مفتوحة للنشطاء الشباب في العالم بغض النظر عن الانتماء السياسي. وتشرفت أن أكون ضيفا على المؤتمر الذي دام ثلاثة ايام ومعي من مجلس النواب الزميلة أسماء الرواحنة الى جانب وفد اردني مكون من نشطاء تم دعوتهم بصفتهم الشخصية. ولعل اكثر بلد يمكن ان تعثر فيه على ناشطين فرديين بعيدا عن الأحزاب هو الاردن.
لم يكن هناك شركة علاقات عامّة لإدارة المؤتمر والقيام بأعمال السكرتاريا والأمور الإجرائية واللوجستية الكثيرة والمعقدة بل قام شبيبة الحزب وبإمكانات ذاتية تطوعية بالعمل كله من الألف الى الياء. والشبيبة الاشتراكية هي الجناح الشبابي لحزب التقدم والاشتراكية (يسار) الذي زاد عدد نوابه في الانتخابات الأخيرة الى 22 عضوا وتعرفت من بينهم على البرلمانية الأصغر سنا ( 27 سنة ) محامية نجحت عن دائرة طنجة.
اعترف ان احساسا بالغيرة كان يتملكني وانا افكر بالفارق الهائل بيننا وبين المغرب بالنسبة لدور الشباب في الحياة الحزبية. والحال أن مستوى الوعي والثقافة السياسية والمشاركة الحزبية للشباب ليست بمعزل عن المستوى العام للمشاركة السياسية والحزبية وهي عندنا لا تقارن مع المغرب حيث تتقاسم الأحزاب تقريبا جميع مقاعد البرلمان وتشكل الحكومات.
نفترض الآن في ظل مشروع التحديث السياسي عندنا ان البيئة أصبحت مواتية لتطوير المشاركة السياسية - الحزبية للشباب، ونأمل خلال بضع سنوات ان نرى قيادات شبابية حزبية عالية التسييس تتصدر المشهد. وانا لا اعيش فقط على الأمل بل اغذي الأمل بالعمل، ولذلك حال اقرار قوانين التحديث السياسي بدأت مع رفاقي في الحزب الديمقراطي الاجتماعي برنامجا مكثفا جدا للاستقطاب الحزبي والتثقيف السياسي وبناء القدرات القيادية - الحزبية عند الشباب.
طبعا العمل مع الشباب ومن اجل الشباب هو نهج سائد بقوة في الاردن وقد بدأ جلالة الملك عهده بالتركيز على الشباب وخاصة في مجال التكنولوجيا والريادة والأعمال وظهرت عشرات المبادرات الوطنية ابتداء بهيئة شباب كلنا الاردن وانتهاء بآخر مؤتمر شبابي عقد في البحر الميت بمبادرة من لجنة الحوار الشبابي في مجلس الأعيان لكن هذه وغيرها من الانشطة التي انشغلت بها منظمات المجتمع المدني وحظيت بتمويل جيد من جهات مانحة لم تصنع قيادات شبابية حزبية مسيسة ابدا بل فقط المزيد من الشباب المتمكن من ادارة منظمات مجتمع مدني تزاحم على التمويل لبرامج أخرى لتمكين الشباب! كل الانشطة هي محاكاة تمثيلية للعمل السياسي لم تنتج قائدا سياسيا حزبيا واحدا. والآن نقول كفى! الاتصال مع الشباب يجب ان يستهدف استقطاب الشباب مباشرة للأحزاب وتثقيفهم وتمكينهم سياسيا بالممارسة الفعلية. لعل المناخ لم يكن مواتيا في الماضي لكنه الآن مواتٍ تماما، وانا احب تشبيه التحول في اسلوب العمل مع الشباب من تعليم السباحة على اللوح الى تعليمها في بركة الماء.
الدستور

مواضيع قد تهمك