شريط الأخبار

استئناف تصدير القمح الروسي الأوكراني

استئناف تصدير القمح الروسي الأوكراني
كرمالكم :  
ينال البرماوي
الاتفاق الروسي الأوكراني الذي أبرم أمس الأول الجمعة في مدينة اسطنبول التركية برعاية أممية بشأن استئناف تصدير القمح الذي توقف بسبب اندلاع الحرب بين الطرفين ألقى مباشرة بأجواء نفسية ايجابية على الأسواق العالمية حيث شهدت أسعار القمح انخفاضا واضحا هو الأعلى منذ الأزمة وبات العالم على شفاف مجاعة تطال معظم البلدان بخاصة التي تستورد احتياجاتها من هذه المادة الأساسية لعدم وجود أو نقص انتاجها المحلي .
روسيا وأوكرانيا لاعبتان أساسيتان في أسواق القمح حيث تقدر حصتهما من مجمل تجارة القمح العالمية بـ 25% . فروسيا تعد أكبر مصدر للقمح في العالم وصادراتها في ارتفاع سنوي وبلغت العام الماضي حوالي 8.8 مليار دولار فيما أوكرانيا في المرتبة الخامسة في صادرات القمح وكثير من البلدان تعتمد عليها لتلبية احتياجاتها سنويا .
الأزمة بين البلدين منذ بدايتها أحدثت خللا في مخزونات القمح العالمية لغالبية البلدان وارتفعت الأسعار لمستويات هي الأعلى منذ أكثر من 5 سنوات حيث زاد سعر الطن من 300 دولار الى 500 دولار ما أدى ارتفاع فاتورة شراء القمح سيما وأن بعض الدول سارعت لشراء كميات كبيرة لتلبية احتياجاتها والمخاوف من تراجع امدادات القمح العالمية .
كما نبهت الأزمة لمخاطر الأمن الغذائي والتحديات التي تواجهه عالميا وارتباطه مباشرة بالدولة المنتجة ما شكل ضغطا دوليا على روسيا تحديدا للتوصل الى اتفاق يفضي للسماح باستئناف صادرات القمح الأوكراني مستفيدة من استنثاء صادراتها الزراعية والأسمدة من العقوبات الأمريكية والأوروبية .
استئناف تصدير القمح يحتاج بعض الوقت اللازم لترتيبات المتابعة ونقاط التفتيش للسفن العائدة لأوكرانيا للتأكد من عدم تحميلها بالأسحلة حسب الاتفاق وكذلك ازالة الالغام التي تم وضعها في المرافيء ألاوكرانية على البحر الأسود وربما يمتد ذلك للنصف الثاني من آب المقبل لكن مؤشرات الأسعار بدأت الانخفاض وبالتالي تخفيف الأعباء عن كاهل الدول المستوردة من ناحية الكلف الاضافية ووفرة المخزون .
ما أفرزته الأزمة بالنسبة للأمن الغذائي يجب أن يشكل درسا للبلدان المستوردة للقمح والأغذية لتقليل الاعتماد على البلدان الأخرى لتأمين احتياجتها الغذائية التي ستبقى عرضة ومعلقة بالتطورات العالمية أو قرارات سيادية للبلدان المنتجة .
كما أن مكانة أي بلد تتعزز بالقدر الذي تساهم فيه بفاعلية في الأمن الغذائي العالمي وقد لاحظنا الضغوطات التي مورست على روسيا وتحذيرات الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية العالمية « الفاو « من شبح مجاعة يهدد العالم بسبب غزو أوكرانيا والحصار المفروض على موانئها .
الدستور

مواضيع قد تهمك