شريط الأخبار

فلسطين الولّادة

فلسطين الولّادة
كرمالكم :  
عبدالله المجالي
خسارة أي فلسطيني رجلا كان أو امرأة، طفلا كان أو عجوزا، هي لا شك خسارة خصوصا على من حوله، فهؤلاء لن يعودوا أبدا وسيبقون ذكرى.
على أن خسارة  مقاوم هي خسارة للمشروع التحرري المقاوم، خصوصا إذا كان ذلك المقاوم قائدا من وزن القادة الذي ارتقوا في المعركة الأخيرة.
في كل جولة من جولات القتال التي تفرض على المقاومة في غزة ينجح العدو في اقتناص قيادات مؤثرة، وهو أمر لا بد من تقييمه، لكن بدون أن ننسى أننا نتحدث عن ساحة صراع مفتوحة أمام عدو يمتلك أحدث أجهزة الرقابة والتنصت والتجسس برا وجوا وبحرا، وهي ساحة صراع صغيرة ومحاصرة من جميع الجهات، ولا توفر إمكانيات كبيرة للحماية.
في المقابل فإن هؤلاء المقاومين يعلمون أنهم لا يمارسون لعبة فيديو قتالية، بل يدركون جيدا أنهم مستهدفون، ولذلك نرى أن كل واحد منهم يتصرف كمشروع شهيد، رغم أنه يعد كل العدة للانتصار على العدو.
ومع ذلك، فإن مشاريع التحرر لا يمكن أن تقوى وتستمر دون تقديم التضحيات، خصوصا من قياداتها المؤثرة، فكل شهيد منهم هو وقود كبير للاستمرار والتشبث بالمشروع، وهو ما يزعج الصهاينة، ويجعل من إقدامهم على مغامرة اغتيال قائد مجرد رغبة في الانتقام أو تسجيل نصر شخصي لا أكثر.
في كل جولة قتال كنا نخسر العديد من قادة المقاومة، لكن الجميع يتفاجأ في جولة القتال التالية أن أداء المقاومة لم يتأثر بل باتت أقوى وأقوى.
لم تعد المقاومة في غزة مجرد مجموعة مقاومين هواة، بل باتت مقاومة محترفة تعلم وتدرك ما تريد، ويبقى الشعب الفلسطيني ولادا.. ما يلبث أن يخسر قائدا حتى يولد بدلًا منه عشرة.
السبيل

مواضيع قد تهمك