شريط الأخبار

نحتاج «خطة» لمواجهة موجة الحر «الاستثنائية»

نحتاج «خطة» لمواجهة موجة الحر «الاستثنائية»
كرمالكم :  
عوني الداوود
ربما لم نعتد في الاردن على وضع خطة شاملة على مستوى الدولة لمواجهة خطر ارتفاع درجات الحرارة صيفا ،كما جرت العادة سنويا وقبيل بداية موسم الشتاء على الاستنفار على مستوى الدولة بكافة المحافظات والالوية لمواجهة خطر الشتاء بأمطاره وثلوجه وما يسببه عادة من انجرافات وفياضات وكوارث ، بات الاستعداد بل الاستنفار لها مبررا ...لكن هذا العام يبدو أن الوضع اختلف - كما هو الحال في العالم الذي يشهد كوارث طبيعية سببها التغير المناخي جرّاء الارتفاع المتواصل في درجات الحرارة ، المسببة لحرائق لم تسلم منها قارة من قارات العالم وخصوصا اوروبا وامريكا وحتى آسيا .. وآثار ارتفاع الحرارة عالميا تنعكس بصورة مباشرة على صحة الانسان وعلى الثروات الزراعية والغذائية والحيوانية والحرجية ، في وقت تنادي فيه جميع دول العالم ايضا بمزيد من الاهتمام بالزراعة والامن الغذائي بعد جائحة كورونا وصولا للحرب الروسية في اوكرانيا .
الاردن واعتبارا من هذا اليوم ..وبحسب الخبراء والارصاد الجوية ، يواجه موجة حر شديد ، وارتفاعات تفوق المعدل بنحو (7- 8 ) درجات مئوية ، ومن المتوقع ان ترتفع لأعلى من (40 درجة مئوية) غدا وبعد غد ولنحو ( 45 % ) في عدد من المناطق وتحديدا الاغوار.. والمشكلة الكبرى ان الموجة لن تستثني منطقة في المملكة وستتراوح درجات الحرارة ما بين 25 % الصغرى ولاكثر من 40 % الكبرى .. فماذا نحن فاعلون ؟
للرد على هذا السؤال اقترح خطة سريعة على مستوى الاردن تتضافر فيها جميع الجهود - تماما كما في خطط الشتاء - دون الاكتفاء بالنشرات التحذيرية والارشادية عبر وسائل الاعلام المختلفة - على أهميتها وضرورة تكثيفها ومواصلتها طوال الايام المقبلة - واقترح ما يلي :
- رفع درجة الجاهزية لدى وزارة الصحة بكافة مستشفياتها ومراكزها الصحية لمواجهة « ضربات الشمس «، ومرضى الصدرية ممن لا يتحملون الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة وباقي الامراض التي تزيد ارتفاع الحرارة من خطورتها .
- رفع الجاهزية لدى الدفاع المدني تحديدا لمواجهة أية أخطار - لا قدّر الله - خصوصا مواجهة الحرائق .
- رفع جاهزية شركات الكهرباء والتي من المتوقع ان ترتفع الطاقة الاستيعابية والاستهلاكية لارقام قياسية .. يخشى ان تتسبب بانقطاعات مزعجة جدا .
- استعداد وزارة المياه وسلطة المياه ومياهنا وشركات المياه في المملكة لمواجهة الطلب المتزايد على المياه سواء للشرب او للزراعة او للثروة الحيوانية .
- ضرورة اتخاذ المطاعم والمولات وحتى البقالات الاجراءات التي تكفل حسن تخزين وتبريد المواد الغذائية خشية سرعة الخراب من ناحية ،وخشية ان يؤدي سوء التبريد او التخزين لحالات من التسمم الغذائي لا قدّر الله .
- اسناد المزارعين ومربي الاغنام والابقار والثروة الحيوانية عموما، والدواجن خصوصا ،سواء بتزويدهم بكميات أكثر من المياه ،او مستلزمات التبريد وارشادات حماية الثروتين الزراعية والحيوانية قدر المستطاع في مواجهة موجة الحر غير المسبوقة .
- زيادة الرقابة على الغابات والمتنزهات في كافة ارجاء المملكة للحيلولة والوقاية من الحرائق جراء ارتفاع درجات الحرارة و جرّاء اهمال متنزهين بصورة او بأخرى .
- باختصار.. هناك وزارات وجهات حكومية وقطاع خاص لا بد ان تتعاون بمواجهة موجة الحر الاستثنائية وفي مقدمتها : وزارة الصحة - الزراعة - المياه والري - الطاقة والثروة المعدنية - الصناعة والتجارة والتموين - النقل - الدفاع المدني - ..الخ ، اضافة الى القطاع الخاص من غرف صناعة وتجارة وجمعيات الزراعة .. وغيرها .
- دور كبير على البلديات والمحافظات والقطاع الخاص في جميع المحافظات للتعاون في مواجهة موجة الحر .
الخلاصة : نحن لا نهوّل الامور بقدر ما ندعو لمزيد من التحوّط والتعاون والتنسيق بين كافة الجهات حرصا على صحة وسلامة المواطنين وثرواتنا الزراعية والحيوانية وعلى موادنا الغذائية والتموينية.
كل ذلك ونحن نرصد عودة المدارس نهاية الاسبوع الحالي مع موجة الحر التي ندعو الله بأن يلطف بالبلاد والعباد، وأن تمر على الجميع «بردا وسلاما».
الدستور

مواضيع قد تهمك