شريط الأخبار

رسالة إلى صديقي الملحد

رسالة إلى صديقي الملحد
كرمالكم :  
علي سعادة
البعض على مواقع التواصل وبعضهم أصدقاء لي، أعتب عليهم، تشعر أنهم لا ينامون الليل وهم يفكرون بكل شخص متدين، ويبحثون عن أي خبر أو حدث أو صورة حتى يهاجموا الدين والتدين والقرآن الكريم والبخاري والفتوحات الإسلامية وأي شيء من هذا القبيل. 
أمركم يحير: ما الذي يضايقكم في إيمان هؤلاء!  
هم أحرار، هذا جزء من حرية الاعتقاد، قناعته، لا أحد وصي عليه. 
صديقي، صديقتي، قل ما تريد: جهلة، متخلفون، رجعيون، واهمون، مخدوعون، يعيشون في عصور الظلام. 
حسنا، وأنت مالك! ما هي علاقتك بالموضوع! 
دعهم في الظلام والجهل يا أخي، وعش أنت في براري وساحات الحرية والانفتاح والتنوير والليبرالية، وما تشاء من مسميات تحتاج إلى أسبوع كامل لفهمها. 
أقدم عبارة عثر عليها الإنسان المعاصر هي: "لا تشتم إلهاً لا تعبده"، وعمرها 2500 سنة مكتوبة باللغة الآرامية في أحد معابد تدمر، وتوجد عبارة أخرى شبيهة بها تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد تقول: "لا تحتقر إلهاً لا تعبده". 
إله لا تؤمن به، وكتاب لا تؤمن به، ونبي لا تؤمن به، ولا ثواب ولا عقاب، ولا يوم قيامة ولا خلق ولا غيب ولا يحزنون: حسنا، لماذا توجع رأسك إذن!  
أفهم أنك ملحد، أو لا تؤمن بالدين، غير متدين، لا دين محدد لك، هذا شأنك وخيارك، لكن لماذا لا يثير غضبك باقي الأديان!!! هناك ديانات سماوية أخرى، وأكثر من 17 ديانة رئيسية في العالم، وآلاف الديانات الصغيرة. 
وبالمناسبة، أعرف أنكم لستم أقلية؛ إذ وفقًا لآخر الإحصائيات، عددكم وصل إلى 1.2 مليار شخص، أي أنه يمكن وضعكم في المرتبة الثالثة بعد المسيحية والإسلام. 
دعهم يعبدون إلهاهم، واعبد أنت ما تشاء، لكن لا تشتم ولا تحتقر ولا تستهين بكتبهم ورسلهم وغيبياتهم التي لا تؤمن بها. 
بهذا الموضوع تحديدا نريدك أن تكون أنانيا وجشعا وطماعا، دعهم في الظلام، وعش أنت في نعيم الحداثة لوحدك، وتمدد على شواطئ التنوير، ودعهم تحت شمس الصحراء اللهبة طالما أن هذا يسعدهم. 
المعارك ضد الدين خاسرة دائمًا.
السبيل

مواضيع قد تهمك