ينال البرماوي
تعكس الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للأردن ومباحثاته مع جلالة الملك الاهتمام المتبادل لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها وتسريع وتيرة العمل في المشروعات الاستراتيجية التي تخدم مصالح البلدين سيما في قطاعات الطاقة والتجارة والنقل والاستثمار والمدينة الاقتصادية المشتركة والخدمات اللوجستية وغيرها .
كما تعطي الزيارة مدلولات إيجابية لمستقبل التعاون بين البلدين والحرص المشترك للارتقاء بها والوصول بها الى أبعد مدى انطلاقا من الأهداف التي يتطلع الأردن والعراق لتحقيقها وبالذات في النواحي الاقتصادية.
وتتمير العلاقات الأردنية العراقية برسوخها وشموليتها واستنادها الى تاريخ طويل من التعاون والتعاضد والسعي الدؤوب لتطوير علاقاتهما في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما ويعزز قدرتهما على مواجهة التحديات وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة سيما في المجالات الاقتصادية باعتبار أن كلا البلدين يشكلان عمقا لبعضهما البعض .
العلاقات الثنائية بين البلدين أخذت زخما كبيرا في السنوات الأخيرة بتوجيهات من قيادتي البلدين ورؤيتهما بأن يكون التعاون الثنائي أنموذجا يحتذى على المستوى العربي والتأسيس لتكامل اقتصادي في العديد من المجالات من خلال اطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تستهدف بناء شراكات فاعلة في الاطار العربي وتوفير بيئة محفزة للاستثمار ومحاولة اعادة توطين رؤوس الأموال العربية بالشكل الذي يخدم أهداف التنمية عربيا.
كان العراق الشريك التجاري الأول للأردن استيرادا وتصديرا وتجاوز حجم التبادل التجاري ملياري دولار لكنه تراجع الى حوالي 600 مليون دولار في السنوات الأخيرة وهنالك مساع مشتركة لتنشيط التجارة البينية وتحفيز القطاع الخاص في كلا البلدين للاستفادة من الفرص المتاحة والاستفادة من مزايا الجوار الجغرافي والاتفاقيات الثنائية كاتفاقية التجارة الحرة وغيرها اضافة الى امتلاك القطاع الخاص امكانيات وخبرات تراكمية كبيرة لزيادة حجم الاستثمارات .
كما تكتسب مشروعات التعاون الثلاثي التي تضم مصر والعراق والأردن أهمية خاصة ويعول عليها كثيرا لاعطاء دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية ضمن أولويات مشتركة تنطلق من العمل لمواجهة أزمة الغذاء العالمية وادامة سلاسل التوريد وتحقيق التكامل الصناعي وتوظيف الموارد والامكانات المتاحة لخدمة كافة الأطراف.
الدستور