شريط الأخبار

ما حدث بالعقبة بقي في العقبة!!

ما حدث بالعقبة بقي في العقبة!!
كرمالكم :  
علي سعادة
نفهم أن حكوماتنا استضافت اجتماع العقبة ربما احتراما رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتحقيق اختراق في المنطقة بأية وسيلة.
لكن الإصرار الرسمي على الترويج بأن الاجتماع هو "أول انخراط سياسي من نوعه منذ سنوات"، ينافي الواقع تماما، فمن حضروا الاجتماع من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني هم من يتولون مسؤولية الملفات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وهم منخرطون ومتورطون معا منذ أوسلو وحتى اليوم.
من الواضح أن الاحتلال أرسل وفده فقط لعدم إغضاب واشنطن وترضية شكلية لها.
والدليل على ذلك أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد دقائق على صدور بيان العقبة نشر تغريدية قال فيها إنه "خلافا للتغريدات، سيستمر البناء وشرعنة (البؤر الاستيطانية العشوائية) في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)، وفقا لجدول التخطيط والبناء، دون أي تغيير، لا يوجد ولن يكون هناك أي تجميد (للاستيطان)".
ولم يطلق على لقاء العقبة بيان وإنما وصفه بتغريدات، وبات واضحا أن الهدف الوحيد من قمة العقبة هو إجهاض تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وكل ما اتفق عليه واقعيا وعلى الورق هو استئناف التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، بالإضافة لدراسة إمكانية تحمل السلطة المسؤولية عن مكافحة الخلايا المقاومة بالضفة. وبالتالي الدخول في مواجهات مسلحة فلسطينية فلسطينية.
وبعد أيام سيعقد اجتماع آخر في شرم الشيخ للتأكد من تطبيق السلطة للشق الأمني.
وجميع طلبات الوفد الفلسطيني الذي ضم الصبيان والمخدماتية عند الاحتلال، ومن في رقبتهم دماء عشرات الشهداء والأسرى، رفضت بالكامل خصوصا تعهد سلطة رام الله السماح للأمن الفلسطيني بمكافحة العمليات وبالتنسيق مع الكيان.
ورفض وفد الاحتلال التعهد بعدم اقتحام المدن الفلسطينية.
وأكد كل ذلك رئيس الوفد الإسرائيلي إلى العقبة، مستشار ما يسمى الأمن القومي، تساحي هنغبي إنه "خلافا للتقارير والتغريدات حول الاجتماع، ليس هناك تغيير في السياسة الإسرائيلية".
فيما أكد الوزير في ما يسمى وزارة الجيش، بتسلئيل سموتريتش، أنه "لن يتم تجميد البناء الاستيطاني، ولو ليوم واحد. هذا ضمن مسؤولياتي". وأمعن أكثر من ذلك بأن أرسل زعرانه لحرق بلدة حوارة ردا عمليا على بيان العقبة.
وأكد أن البيان الصادر عن قمة العقبة "غير ضروري" ولا داعي له، مضيفا: "ليس لدي أي فكرة عما تحدثوا أو لم يتحدثوا عنه في الأردن".
من جانبه، قال ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير في تغريدة على "تويتر" إن "ما حصل في الأردن، سيبقى في الأردن".
يبدو أن ما حصل في العقبة سيبقى في العقبة من جهة الإسرائيليين الأقوى على الأرض ومن بيدهم مفاتيح كل شيء.
هناك مقولة نسيت صاحبها تلخص كل شيء تقول: "أنت تطالب فقط بكل ما تصل إليه مدافعك".
الضعيف والمستسلم والخانع والخاضع للشروط والتوجيهات ومصالح الاحتلال لا يستطيع أن يطالب سوى بساحة مقر المقاطعة في رام الله، إن سمح له الاحتلال بذلك.
السبيل

مواضيع قد تهمك