خلال اجتماع
عقد في قصر الحسينية
جلالة الملك عبدالله الثاني يشيد بما شهدته شركة البوتاس العربية من
تطور وفق خطتها
الاستثمارية والتي تتوافق مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي
* جلالة الملك يوجه الحكومة إلى تسهيل مشاريع شركة البوتاس العربية في قطاعي المياه والطاقة بما في ذلك مبادرات الطاقة الشمسية لتعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية
وجه جلالة
الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، الحكومة إلى تسهيل مشاريع شركة البوتاس
العربية في قطاعي المياه والطاقة، بما في ذلك مبادرات الطاقة الشمسية، لتعزيز
تنافسيتها في الأسواق العالمية.
وخلال اجتماع
عقد في قصر الحسينية مع ممثلين عن شركة البوتاس العربية، بحضور سمو الأمير الحسين
بن عبدالله الثاني ولي العهد، أشاد جلالته بما شهدته الشركة من تطور وفق خطتها
الاستثمارية، والتي تتوافق مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي.
ودعا جلالة
الملك إلى تسريع العمل بمشاريع التوسع والاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية
ومشاريع الطاقة المستدامة، التي تتوافق مع التزامات الأردن البيئية.
وشدد جلالته
على أهمية إعطاء الأولوية للقطاعات التي تحقق قيمة اقتصادية مضافة وتوفر فرص عمل،
مؤكدا أهمية عمل الحكومة وشركة البوتاس العربية على دراسة فرص التعاون والاستثمار
لتطوير حقل غاز الريشة بعد الانتهاء من أعمال الاستكشاف.
وأشاد جلالة
الملك بجهود شركة البوتاس العربية في استقطاب الكفاءات، وتعزيز الحوكمة، وتطوير
منتجات وأسواق جديدة.
من جانبه،
أشار رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إلى أن الحكومة تعمل للارتقاء بالصناعات
الوطنية واستثمار المعادن الطبيعية التي يزخر بها الأردن. وبين أن الحكومة تدرك
أنه لا بد من توفير بيئة مناسبة للقطاع الصناعي بشكل عام ولشركة البوتاس العربية
بشكل خاص، وعلى نحو يمكّن الشركة من التنافس في الأسواق العالمية، بناء على
مشاريعها المستقبلية الواردة ضمن خططها التوسعية، لافتاً إلى الدور الرئيس لقطاعي
التعدين والأسمدة في محاور رؤية التحديث الاقتصادي.
وأضاف الدكتور
الخصاونة أنه اطلع خلال زيارته لشركة البوتاس العربية بداية هذا العام على
عملياتها وإنجازاتها عن كثب، كما تضمنت الزيارة الاطلاع على المشاريع المنجزة من
قبل الشركة خلال الأعوام الخمسة الماضية ونفقاتها الرأسمالية. كما أوضح الدكتور
الخصاونة أنه قام خلال الزيارة بمشاركة الشركة بإطلاق استراتيجيتها للأعوام الخمسة
القادمة (2024-2028) والتباحث مع إدارة الشركة حول مشاريعها المستقبلية الواردة في
إستراتيجيتها الخمسية، إضافة إلى الاطلاع على طبيعة الدعم الحكومي المطلوب خلال
المرحلة القادمة تمهيداً لتوفير الظروف الملائمة من أجل تدعيم تنافسية الشركة
عالمياً.
وأشار الدكتور
الخصاونة أنه اطلع خلال الاجتماعات المتكررة مع إدارة شركة البوتاس العربية على النهج
الحديث في الإدارة والحاكمية المؤسسية ونموذج العمليات الأمثل المطبق في الشركة
والجهود المبذولة من قبل الإدارة لتطوير المهارات والقدرات البشرية والذي مكنها من
تبوّء مكانة متقدمة بين الشركات المحلية والعالمية وبحيث أصبحت نموذجاً يحتذى به
يجسد قدرة الطاقات الوطنية التي تدير الشركة باقتدار.
واستمع جلالة
الملك إلى عرض مقدم من قبل رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب،
ورئيسها التنفيذي الدكتور معن النسور حول أبرز إنجازات الشركة خلال الفترة الماضية
ومشاريعها المستقبلية، حيث بين المهندس أبو هديب أن شركة البوتاس العربية أصبحت
اليوم علامة تجارية مرموقة على المستوى الدولي وتحظى بثقة كبيرة من قبل المستهلكين
لمادة البوتاس في العالم.
وأشار المهندس
أبو هديب أن "البوتاس العربية" تطبق أعلى معايير الحاكمية المؤسسية في
أنشطتها التخطيطية والإدارية والتصنيعية المختلفة والذي أدى بدوره إلى تنفيذ الخطط
الموضوعة بكفاءة وتحقيق نتائج نوعية على كافة أصعدة عمليات الشركة. وأضاف المهندس
أبو هديب أن النتائج المالية المتحققة ساهمت بشكل كبير في تعزيز دور الشركة في
الاقتصاد الكلي الأردني في الأعوام الخمسة الماضية، إذ بلغت مساهمة الشركة في
احتياطي العملات الأجنبية حوالي (7.2) مليار دولار، وبلغ إجمالي مدفوعاتها لخزينة
الدولة حوالي مليار دينار.
وأشار المهندس
أبو هديب إلى مساهمة شركة البوتاس العربية المتميزة على الصعيد المجتمعي من خلال
دعمها للعديد من القطاعات التنموية ذات التأثير الإيجابي طويل الأمد كالتعليم
والصحة والبيئة والعمل الاجتماعي والمياه والنشاطات الثقافية وغيرها من القطاعات،
إضافة إلى العمل على تمكين المجتمعات المحلية التي تعمل بها الشركة. وبين المهندس
أبو هديب الأسس وإطار الحوكمة المطبقين في تحديد أوجه إنفاق مخصصات المسؤولية
الاجتماعية في الشركة والتي تتسق مع أولويات الدولة الأردنية في المجالات
الاقتصادية-الاجتماعية، ومع أفضل الممارسات العالمية بهذا الخصوص.
وبين المهندس
أبو هديب أن شركة البوتاس العربية قد أصبحت بيت خبرة عالمي تقصده كبريات الشركات
الدولية للاستفادة من الخبرات المتراكمة والمعرفة التي اكتسبتها الشركة خلال
العقود الماضية في مجالات استخراج مادة البوتاس وتصنيع الأسمدة والكيماويات
المشتقة الأخرى.
كما أوضح
المهندس أبو هديب أن شركة البوتاس العربية، وبالتعاون مع شركة مناجم الفوسفات
الأردنية، تقوم حالياً بدراسة لإنشاء مجمع صناعي متكامل يجمع بين صناعتي البوتاس
والفوسفات، وبشكل يرسخ التكامل ما بين الصناعات التعدينية والسمادية في المملكة.
وأكد المهندس
أبو هديب أن خطط شركة البوتاس العربية تتسق ومستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي
المتعلقة بقطاعي التعدين والأسمدة، موضحاً أن الشركة تتابع بشكل حثيث مع الحكومة
والجهات المعنية مراحل تقدم سير العمل بتنفيذ مبادرات الرؤية وبشكل يضمن تحقيق
الأهداف المرجوة ضمن الجدول الزمني المقرر.
من جهته، قال
الدكتور النسور، إنّ شركة البوتاس العربية تعمل على تنفيذ برامج تطويرية للنهوض
بصناعة البوتاس الأردنية وذلك من خلال تنفيذ استراتيجيات مُحكمة وخطط استثمارية
مجدية وفق أعلى معايير الحوكمة، موضحاً أن "البوتاس العربية" بدأت منذ
خمسة أعوام بتنفيذ مجموعة من المشاريع تبلغ كلفتها حوالي (832) مليون دينار سيكون
لها، عند استكمالها، تأثير مباشر وإيجابي على دور ومكانة الشركة في الاقتصاد
الوطني وسوق الأسمدة العالمي.
كما قدم
الدكتور النسور ملخصاً شاملاً عن الإنجازات التي حققتها الشركة خلال الأعوام
الخمسة الماضية، لافتاً إلى أن "البوتاس العربية" تنفذ حالياً عدداً من
المشاريع التوسعية من خلال عقد شراكات استراتيجية لإنتاج الأسمدة المتخصصة والمواد
الكيماوية ذات القيمة المضافة العالية مثل مواد البرومين والتترابروم.
وبين الدكتور
النسور أن شركة البوتاس العربية، وبما تمتلكه من رأس مال بشري متميز وكوادر
متمرسة، تمكنت من خلال تطبيق إستراتيجيتها الأولى للأعوام (2019-2023) من رفع كفاءة
عملياتها الإنتاجية وبشكل أدى إلى تحقيق أرقام قياسية في كميات الإنتاج والمبيعات،
إضافة إلى تنويع سلة منتجات الشركة من أصناف مادة البوتاس والذي أدى بدوره إلى
زيادة حصة الشركة السوقية في أسواقها التقليدية ودخول أسواق جديدة تتميز بالمردود
العالي.
وأوضح الدكتور
النسور أن رفع كفاءة العمليات الإنتاجية وانتهاج سياسات تسويقية مرنة ومبتكرة،
انعكست إيجابياً على النتائج المتحققة، حيث بلغ صافي إيرادات مبيعات شركة البوتاس
العربية خلال الأعوام الخمسة الماضية حوالي (4.7) مليار دولار، فيما بلغت الأرباح
الصافية لشركة البوتاس العربية في الأعوام
الخمسة الماضية قرابة (1.4) مليار دينار، منوهاً إلى أن الشركة حققت في العام 2022
نتائج مالية قياسية هي الأعلى في تاريخها سواء من حيث مستوى الأرباح، والأرباح
التشغيلية، إذ ارتفع صافي أرباحها مع نهاية العام 2022 ليصل إلى (601) مليون دينار.
وأشار الدكتور
النسور إلى أن شركة البوتاس العربية أطلقت مع بداية العام الجاري استراتيجيتها
الخمسية الثانية (2024- 2028) والتي تعتمد على مبادئ هامة مثل زيادة وتنويع
منتجاتها، والتركيز على إنتاج الأسمدة المتخصصة ذات القيمة المضافة العالية،
وترسيخ استخدام تطبيقات التحول الرقمي والاستدامة، ورفع قدراتها في مجال البحث
والتطوير والابتكار، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضح الدكتور النسور
أن الشركة تشهد حالياً تحولاً استراتيجياً هاماً يهدف إلى رفع طاقتها الإنتاجية من
مادة البوتاس بأنواعها المختلفة لتصل إلى حوالي (3.5) مليون طن بحلول العام 2030،
مما سيعزز من تنافسيتها ويساعد على توسيع قاعدة عملائها المتنامية عالمياً، ويؤدي
بالتالي إلى زيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني ولعب دور فاعل في تحقيق التنمية
المستدامة في المملكة التي يدعو إليها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وحضر الاجتماع مدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ووزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة.