بعدما تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، مقطع فيديو قديم أظهر اعتداء مسلحين على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، وأكدت مقتل 5 من خدم المقام والتنكيل بِجثامينهم، مع تخريب المكان وإضرام النار بداخله، اشتعلت الأوضاع بسوريا غضباً.
زغاريد بعد توتر
فقد أفادت مصادر "العربية.نت" بأن تظاهرات اندلعت في مناطق من الساحل السوري وحمص ووسط دمشق تنديداً بالواقعة.
وأضافت أن بعض التظاهرات شابتها أعمال عنف واشتباكات.
ففي طرطوس واللاذقية اشتبكت قوى الأمن التابعة لإدارة العمليات العسكرية مع مسلحين أضرموا النار بسيارة تابعة لقوى الأمن العام ما أدى لإحراقها.
وأدت الاشتباكات لسقوط قتلى.
كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية إرسال تعزيزات إلى الساحل السوري بسبب التوترات مع فرض حظر تجوال.
أما في حمص، فقد خرجت مظاهرات من حي الحضارة بعد انتشار الفيديو، وصاح المتظاهرون بعبارات طائفية ما أدى إلى اشتباكات بالأيدي مع سكان من الأحياء المجاورة، ما اضطر إلى تدخل قوى الأمن التي أطلقت الرصاص لتفرقة التجمهر.
وفي دمشق، انطلقت مظاهرات من حي المزة 86 تخللها أيضاً اشتباكات امتدت حتى حي الشيخ سعد، إلى أن تدخلت قوى إدارة العمليات العسكرية وأنهت التوتر.
كما انتشر مقطع فيديو من المنطقة يظهر استقبال أهالي المزة بالزغاريد بعد استتباب الأمن.
بدورها، أكدت وزارة الداخلية السورية أن الفيديو المنتشر فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب، مشيرة إلى أن الفعل أقدمت عليه مجموعات مجهولة.
"إثارة الفتن"
يذكر أن فصائل سورية مسلحة استولت على العاصمة دمشق يوم 8 ديسمبر بعد تقدم خاطف دفع بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا بعد حرب أهلية استمرت 14 عاما، و54 سنة من حكم عائلته.
وكان وزير الإعلام السوري محمد العمر قد أكد أن هناك أيادي خفية تسعى لإثارة الفتن الداخلية، لافتاً إلى أن الفيديو المتداول عن حرق مزار ديني في حلب قديم ولم تُسجل حوادث مشابهة منذ سقوط النظام.
أما "أبو عبد الله الحسين الخصيبي" فهو شيخ إحدى الطوائف السورية وله رمزية دينية كبيرة لدى هذه الطائفة، ويعتبر المقام من أهم المقامات على مستوى العالم.