أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
عادت بعض المؤسسات أو تحديداً بعض الافراد في تلك المؤسسات لتفصيل المناصب القيادية الشاغرة بشروط تعجيزية لتكون على مقاسات اناس بعينها و تفرغ تلك المناصب من مفهوهما القيادي لصالح المفهوم الاداري التكنوقراطي الضيق.
الوطن يحتاج ابناءه مرة او مرتين في
العمر و ذلك عندما يتعرض لخطر وجودي. تعرض الاردن لموقف صعب بداية عهد ترامب تصدى
له جلالة الملك بشجاعة و حنكة و لكن ما يحز بالنفس ان يلقى العبء كاملا على سيد
البلاد في الوقت الذي علينا جميعا ان نحافظ على رمزية و صلاحيات جلالة الملك و
نكون نحن الدرع الذي يتلقى اي صدمة. للامانه ما زلت مصدوما من مواقف العجز و
الاستحياء و الاختفاء عند عدد كبير من المسؤولين السابقين و النخب التي استثمرت
فيهم الدولة و رفعت من شأنهم.
بما أن الاردن بقيادته تعدى المرحلة الاولى الصعبة فإننا بحاجة لمراجعة داخلية تعيد ترتيب البيت الداخلي لتعزيز اللحمة الداخلية و رص الصفوف و هذه مسؤولية اجهزة الدولة المختلفة و الحكومة.
نحن كمواطنون مع جلالة الملك المفدى و سمو ولي عهده الامين و مع الاردن و جيشه و مؤسساته الامنية لكننا لسنا مع اي سياسات او مسؤولين مارسوا التهميش و الاقصاء للكفاءات و القدوات و النخب المنتمية الموالية ذات العمق الاجتماعي.
لذلك فإن أولى الخطوات هي في تهميش و اقصاء كل من خاف و اختفى و اخذ مواقف رمادية خوفا من اوهامه بأن الامريكان قد يصبحوا اصحاب القرار داخليا و خاف ان يظهر و كأنه مناؤي لسياساتهم. الكثير من هؤلاء تم تدويرهم من منصب لمنصب و الكثير منهم كان يتعامل مع الشعب باستعلاء و يستفز الناس بالتصريحات و يسحب من رصيد القيادة و المؤسسات عند الشعب.
في اوقات الرخاء يعود هؤلاء ليتصدروا المشهد و يتسللوا الى المناصب و يعيدوا تهميش و اقصاء الكفاءات و المبدعين.
الخطوة الاولى هي اقصاء هؤلاء و الخطوة الثانية هي الاستماع للمبادرات و الافكار التي تحسن من تفاصيل الحياة اليومية للناس و بتكلفة محدودة و هذه الأفكار كثيرة و لكنها تحتاج جرأة و ارادة و الاهم ان يستمع اصحاب القرار لاصحاب هذه الافكار خارج الصندوق لاستعادة ثقة المواطن العادي بالمؤسسات.
اذا تابعنا على نفس النهج السابق و لم نتعلم الدروس من الاوقات الصعبة فإننا سنتعرض لنفس الخذلان في المواقف الصعبة القادمة و التي اتوقعها قريبة بعد ان تتفرغ الدول الكبرى او تعجز عن القضايا الكبرى في العالم و تبحث عن تحقيق انجازات في المناطق الاضعف على الاقل اقتصاديا.
استعدادا لتلك المرحلة لا بد من تمكين القيادات المتعلمة المثقفة المبدعة القادرة على المواجهة الفكرية باللغتين العربية و الانجليزية و بعقلانية و موجهة لتعزيز الصف و رص الصفوف و الحفاظ على الوحدة الوطنية و الهوية الاردنية بقيادة سيد البلاد و ولي عهده الامين.