نفّذت إسـرائيل فجر اليوم (13 يونيو 2025) ضربة جوية واسعة تحت اسم "عملية الأسد الصاعد”، استهدفت منشآت نـووية وعسكرية في إيران، وشملت مقار الحرس الإيراني في طهران، بما فيها مقر قائد القوة العامة، وفقاً لوكالة مهر للأنباء.
إيران أعلنت رسميا مقتل قائد الحرس الإيـراني اللواء حسين سلامي إلى جانب قادة عسكريين ونـوويين بارزين مثل فريدون عباسي دافاني ومحمد مهدي طهرانجي، إضافة إلى اللواء غلام علي رشيد، ما يشكل تصعيدًا غير مسبوق.
وقالت إسرائيل إن الهدف من الغارات تقويض قدرة إيـران على التوصل للسلاح النووي، إذ اعتبر نتنياهو أن هذا تهـديد وجودي، وأظهرت التقارير أن الضربة صنفت "بدء استهداف شامل” قد يستمر لأيام.
من جهتها ردت طهران بوعود بـ”رد قاسٍ ومؤلم”، متأهبة بقدراتها الصاروخية والدفاعية، فيما أغلقت إسرائيل أجواءها استعدادًا لأي رد إيراني محتمل.
هذا التصعيد المفاجئ يأتي بينما يجري التحضير لجولة سادسة من المحادثات غير المباشرة في عُمان بتاريخ 15 يونيو، ما يضع مستقبل الاتفاق النووي على المحك.
فكيف قرأ المحللون التصعيد الإسرائيلي الذي يضع العالم كله على المحك؟!
د. محمد عبود أستاذ الدراسات الإسرائيلية بكلية الآداب جامعة عين شمس يقول إن إسرائيل سمت عمليتها الأخيرة "الشعب اللبوة”، مشيرا إلى أنه اسم رسمي لعملية أمنية.
ويضيف أن الاسم مأخوذ من التوراة، التي تصف بني إسرائيل بأنهم "شعب مثل اللبوة- עם כלביא” – يعني الشعب الذي عنده شجاعة وقوة (اللبوة: أنثى الأسد).
ويوضح عبود أن الكلمة في اللهجة المصرية تنطوي على معنى سلبي، لافتا إلى أنه اسم على مسمى.
ويقول د. عبود إن نتنياهو مغرم بالأسماء التوراتية، مشيرا إلى أن أمس في الكنيست استخدم التعبير نفسه مرتين، واليوم كرره في خطابه بعد الضربة، لافتا إلى أن نتنياهـو دخل مرحلة الأسماء الرمزية والدينية المبالغ فيها.
وفي سياق ردود الأفعال على الهجوم الإسرائيلي قال السياسي المصري حمدين صباحى إن المنطقة على وشك اشتعال شامل، مشيرا إلى أن تمادي (إسرائيل ) في غطرسة القوة سيؤدي في النهاية الى قصم ظهرها.
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إن ايران ليست دولة ضعيفة، بل قوية ومتماسكة، وبامكانها أن تفعل الكثير لترد وتنتقم به لنفسها، وبما قد يفوق توقعاتهم لمدي عنف وكثافة هذا الرد.
ويضيف أن اسرائيل والخليج كله يقع في مرمي صواريخها ومسيراتها وغيرها من أسلحتها السرية التي لا نعرفها والتي ألمح قائد الحرس الثوري ووزير الدفاع الايراني اليوم اليها للانذار والتحذير حتي لا يتصوروا قوتها باقل من حقيقتها.
ويضيف مقلد أنه عندما تصبح ايران واقعة بين خيار الموت او الحياة، او بين ان تكون او لا تكون، وان عليها ان تحسم امرها وتختار، فان كل الخطوط الحمراء لابد أن تتلاشي.
ويختتم متمنيا أن تكون فعلا علي مستوي التحدي، وان تكسب الرهان المعقود عليها الآن، وان تكون نهاية اسطورة اسرائيل التي لا تقهر علي يديها.
السؤال الذي فرض نفسه بعد الهجوم الإسرائيلي: أين روسيا والصين وهل تتخليان عن حليفتهما؟
برأي الكاتب حسن حافظ فإن طبيعة الرد الإيراني سيكشف عن حجم الخسائر أكثر من أي شيء آخر.
ويضيف متسائلا: هل يقتصر الهجوم على استخدام المتبقي من الصواريخ البالستية في هجوم مباشر على إسرائيل؟ أم تشعل طهران الخيار شمشون وتضرب المصالح الأمريكية في الخليج ما يعني دخول واشنطن الحرب رسميا؟
التطورات الساخنة دعت البعض لتأكيد أهمية السلاح النووي الذي بات رمزا للاستقلال الحقيقي.
من جهته يرى محمود شعبان الكاتب المتخصص في الشأن الإيراني ان انتصار الكيان على النظام الايراني الآن خطر كبير على المنطقة بالكامل لعدة أسباب، منها: سوف يتسبب ذلك بلا شك في خلخلة النظام وربما يؤدي الى سقوط نظام الثورة الايرانية.
سقوط نظام الثورة الايرانية سوف يجلب بطبيعة الحال نظام "مؤيد” للكيان.
سوف يتم التهام سورية بالكامل من جانب الكيان، وسوف يتم التهام غزة بالكامل من جانب الكيان، فضلا عن ، وسيصبح الكيان هو الحاكم بأمره في المنطقة.
ويخلص إلى أنه لا مناص أمام ايران الا أن ترد وبكل قوة وان تفتح كل مساراتها لمواجهة الكيان وهجومه الجنوني عليها لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
اللافت في ردود الأفعال كان في الانقسام بين فريق شامت في إيران، وآخر محذر ومؤكد أن قوة إيران من قوة العرب وأنها الأقرب لمصالحنا بشكل مطلق.
راي اليوم