فايز شبيكات الدعجه
في حرب إسرائيل إيران الدائرة، تاه
بعضنا في صحراء السياسة، وحاولوا نسف ألموقف الأردني الرسمي مما يجري، إعترضوا
بالنقد قرارات الدولة إزاء تطاير حديد المعارك واشتعال نيرانها فوق رؤوسنا وطالبوا
بحذفها.
وعبر السوشيال ميديا، والمنابر المحطات
الفضائية، تدور رحى ثرثرة إعلامية صاخبة، وركب من قالوا عن أنفسهم انهم أصحاب ورش
إصلاح سياسي موجة الحرب للاستثمار في عتمة
الأجواء الإقليمية، وظهروا مجددا للقفز من ثقب الأزمة خارج النسق الوطني بزعم
القدرة على حمايتنا من شظايا الصراع السياسي والعسكري، والمطالبة بتعديل جدول التفاعلات
الأردنية مع تسارع الأحداث وتطوراتها المتلاحقة، في وقت يعاني فيه المشهد العام
لأسباب دوافع مختلفة من خليط المواقف والآراء المتناقضة، البعض يكره إيران وآخرون
يحبونها، هناك من اسعده الهجوم الإسرائيلي على إيران وهناك في المقابل من كان
سعيدا بالرد الإيراني وإصابة اهدافه في العمق الإسرائيلي، والكل يعتقد بصواب
الرأي، ويرفض الاستماع للطرف الآخر ويكيل له التهم. لعل من نافلة القول إعادة التذكير بإن مواقف
المعارضة ومواقف الدولة لسا بالضرورة أمرين متعارضين طالما كانت الاخيره منضبطة
ولم تتجاوز حدود المصلحة الوطنية، ولا تعصي للقانون أمرا.
لكن الحديث يدور هنا حول من
لا يمنعهم إلا الخوف من عواقب العقوق الوطني والتلويح بعصا
الدولة . فيتوقفون عند نهاية المباح، وعلى حواف هاوية السقوط.
على أي حال لا أثر لحملة المواقف
المضادة، ولا يهمنا ما يعانونه من تيه، ففي اليوم العصيب تتجسد عفوية الموقف
الوطني وتتوحد تلقائيا، ويندمج في العاده مع ما تقرره القيادة السياسية بقيادة جلالة الملك ، ويرفض الأردنيون أي شكل من
أشكال التشكيك، ولا يخضع موقفهم لتقلبات الأمزجة أو تعدد الآراء الشخصية ووجهات
النظر، ذلك أن القيادة السياسية تستشعر دائما مرحلة ما قبل الحرب. وترصد مقدمات
الصراع، وتتبع نهج الحفاظ على نمط سياسي ينتهي به المطاف في كل مرة إلى
استقرار الداخل الأردني خلافا لما حدث من حروب مزقت دول الإقليم، ولا زالت تزداد
اشتعالا منذ اندلاع ما سمي بالربيع العربي.
نحن في غاية القناعة والاطمئنان، فالحكومة تشرح لنا ما الذي يجري ببساطة ووضوح بعيدا عن الهدر والتعقيد الاعلامي والصيغ التجميلية، ولسنا والحالة هذه بحاجه لأدلاء ووعاظ سياسيين ممن اعتقدوا انهم مختلفون عن أجزاء المجتمع الأخرى، فلدينا فائض في المخزون الدبلوماسي، وحواسنا السياسة تعمل بكفاءة وعلى درجة عالية من الجوده الدبلوماسية، وندرك بعناية كلفة التوجهات السياسية، ويبقى الموقف الأردني كما هو غير قابل للتنقل أو إعادة التشكيل. ولن نعود إلى الوراء وسنبقى نمضي قدما إلى الأمام.