فايز شبيكات الدعجه
هل يصح تسيير دوريات نجده من الشرطة النسائية... وهل تستطيع المرضعه وغير المرضعه التعارك مع شخص ثمل. وماذا ستفعل القارورة إذا وجدت نفسها فجأة في مواجهة مجرم يشهر موس كباس، هل تتمكن من صرعه وتقييده. وهل بإمكانها مطاردة المطلوبين الخطرين بين الازقة. أو في حال فرارهم الى أماكن مهجوره. وكيف تتصرف الحسناء وسط أعمال الشغب والاشتباك بالأيدي، وتقاذف الحجارة، أو حتى استخدام السلاح في حالات هياج العنف المجتمعي المتكرر.
اوليست مستلزمات الدورية تناسب واجبها اليومي الخشن من قيود يدوية وغاز مسيل للدموع وعصا ومسدس وحواجز حديدية ثقيلة.
والسؤال هنا. لماذا لم يفكر قادة الأمن بالأقدام على هذه الخطوه غير المألوفه. بل أننا لم نسمع بوجودها في دول العالم بأسره، على الاقل في الدول العربية . وهل لهذا ضرورة ملحة تستدعى مخالفة الأعراف الأمنية المستقرة وتخترق قواعد واساسيات الوظيفة الشرطية.
تكليف المرأة بالعمل في شرطة النجدة مستحيل استحالة عملها برفع الباطون والقصاره وحفر الآبار بالكمبريسة.
شخصيا عملت قبل أربعين عاما مساعدا لرئيس قسم النجده في شرطة العاصمة، ثم خبرت واجباتها وانا برتبه عليا مدير حدود ومدير شرطه وقائد أمن اقليم ومدير ادارة معلومات جنائية، ومدير إدارة السجون وغيرها من المواقع الأمنية، واعرف جيدا ما تقوم به الشرطيات، وطبيعة دورية النجدة من مهام ميدانية صعبة لا تتوافق مع الانوثه على الاطلاق.
عمل الشرطة النسائية يقتصر على المكاتب وتنظيم حركة المرور وتفتيش السيدات، وحضور التحقيق من الاناث، ومرافقة السجينات، والفعاليات المختلفة برفقة الزملاء من اخوتها الرجال، إضافة للمختبرات الجنائية ومهندسات ضمن التخصصات الأمنية .وفوق كل هذا وذاك فأنه من النادر ان تتعامل دورية النجده مع قضية في الميدان يكون من بين اطرافها نساء، وحتى لو وجدت مثل هذه الحالات فإن التعامل معها يجري من قبل شرطيات المراكز الأمنية التي تغطي ارجاء المملكة وتصل لأي حدث جرمي في غضون دقائق معدودات.
الخلاصة أن عمل الشرطيات في دوريات النجدة خطوة غريبة وارتجالية وغير مدروسة الأبعاد ولن يكتب لها النجاح. والمؤسسات الأمنية مؤسسات حساسة لا تقبل التجارب، ولنا في الاكشاك الأمنية مثل قريب عندما استحدثت فجأة، وقيل فيها مثلما يُقال الان في شرطة النجدة النسائية من مبررات، لكنها ازيلت بقرار مفاجيء بعد أن كلفت الكثير الكثير.