فهد الخيطان
ما أطلق عليه مجازا، المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة، تصطدم بصعوبات، تهدد بتقويض مسار الحل برمته. ما تحقق لغاية الآن من الخطة، هو فقط إطلاق نار هش في القطاع، وصفقة تبادل للأسرى والمحتجزين، لم تكتمل بشكل نهائي بعد.
الاتصالات الدبلوماسية التي انطلقت منذ
أسابيع، لتنفيذ البنود الرئيسية في المرحلة الثانية، تراوح مكانها، وفريق الإدارة
الأميركية يدور حول نفسه دون إنجاز يذكر. الحديث هنا، حول تشكيلة هيئة الحكم في
القطاع، والقوات الدولية المنوي تشكيلها وطبيعة مهماتها في القطاع، إلى جانب البند
المتعلق بنزع سلاح حركة حماس، وقوات الشرطة المكلفة بحفظ الأمن في القطاع.
كما تبرز على السطح إشكالية كبرى لا
تقل تعقيدا عن تلك العناوين، وهى احتلال إسرائيل لأكثر من نصف مساحة قطاع غزة،
وعدم وجود جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال، في وقت يحشر فيه أكثر من مليوني مواطن
في أقل من نصف مساحة القطاع، وسط شح ملموس في المساعدات الغذائية والطبية.
اتخذ فريق ترامب، من مسألة تشكيل القوة
الدولية، عنوانا أساسيا لتحرك دبلوماسي واسع ومكثف، بوصفه المدخل الحاسم لتطبيق
المرحلة الثانية. حتى الآن لم تعلن أي دولة بشكل رسمي موافقتها على المشاركة في
القوة المقترحة، في ظل غياب تعريف دقيق لمهمات هذه القوة، وإصرار دول عديدة على
توفير غطاء أممي بقرار من مجلس الأمن لهذه القوة.
الإدارة الأميركية، وفق مصادر
دبلوماسية، لا تعارض إصدار قرار أممي، لكنها تصر على أن يكون موسعا ويعالج كافة
القضايا المتصلة بترتيبات مابعد الحرب في غزة، وهو ما لا تتفق معه دول عربية
وإسلامية، ترى أن إصدار قرار محدد ومختصر، هو الأنسب في هذه المرحلة، وسيلقى دعما
من الدول الأعضاء كافة في مجلس الأمن.
ما يخشاه دبلوماسيون عرب، هو أن تدفع
التعقيدات القائمة بإدارة ترامب إلى صرف الانتباه عن ملف غزة، خاصة مع وجود ملفات
أخرى دولية أكثر تأثيرا على مصالح الولايات المتحدة. استراتيجية الدول العربية
والإسلامية المنخرطة في جهود تسوية الكارثة في غزة، تقوم على إبقاء إدارة ترامب
مهتمة في الشرق الأوسط وملف غزة تحديدا، لأنه وفي غياب ذلك الدور، ستندفع حكومة
نتنياهو المتطرفة من جديد لفرض أجندتها كاملة في غزة، وصولا لجعل التهجير واقعا
لامحالة.
نتنياهو لم يتنازل عن خيارته في غزة،
ويتحين لاقتناص الفرصة في حال فشل جهود
التوافق على المرحلة الثانية. في المرحلة الحالية يتمسك الاحتلال بالخط الأصفر كما
لو أنه الحد الفاصل النهائي لتقسيم القطاع بشكل دائم. يدلل محلل إسرائيلي على ذلك
بالقول إن خطوط الهدنة المؤقتة، في الحروب مع الدول العربية، تحولت جميعها إلى
حدود دائمة.
إدراة ترامب تعرف نوايا نتنياهو بشكل
جلي، لكنها في المقابل تتبنى مقارباته، وتخضع لتعريفاته لشكل وطبيعة الترتيبات
المطلوبة لمستقبل غزة.
الإصرار على تبني نهج نتنياهو، يعني
الحكم بفشل الجهود الأميركية، لإنجاز تسوية نهائية في غزة،والإجهاز على مايعتقد
ترمب أنه نجاح غير مسبوق في الشرق الأوسط.
الأسابيع المقبلة حاسمة، لجهة صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أو العودة لسيناريو الحرب على طريقة نتنياهو.
الغد




