أكد سياسيون أن ظهور ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لأول مرة في حوار تلفزيوني، يأتي كرسالة للأردنيين وخاصة فئة الشباب بأن الأردن يعول عليهم لبناء مستقبل زاهر.
وأضافوا، في تصريحات لـ”الغد”، أن سموه كان قريبا من المجتمع، وتحدث عن عدة مواضيع تشغل بال الأردنيين، منها الاقتصاد والمؤسسية في العمل خاصة في ظل وباء كورونا، إضافة إلى المواقف الهاشمية الثابتة من القضية الفلسطينية.
وقال وزير الإعلام الأسبق، سميح المعايطة، إن حديث ولي العهد، هو الأول بهذا الشكل الإعلامي عبر مقابلة تلفزيونية، وهذا يعني رغبة في إرسال رسائل محددة وضرورية سواء حول الأفكار والآراء والمواقف التي يحملها الأمير أو عن شخصيته وظهوره، وكلا الأمرين تحقق في هذا اللقاء.
وبين أن سموه، الذي يعمل منذ أعوام في مجالات تهم قطاع الشباب، وهناك مؤسسة ولي العهد التي تتبنى برامج وخطط في هذا المجال، حرص على أن يوجه بشكل مباشر حديثه للشباب حول أمور تهمهم.
وأضاف المعايطة "كانت إشارة الأمير واضحة وقوية حول ما يتم من البعض من استخدام سيئ لوسائل التواصل الاجتماعي، وقدم المثال بأمر يخصه بشكل شخصي ويتعلق بزواجه والإشاعات أو الأخبار الكاذبة التي يتم تداولها، وهي إشارة إلى أن هناك فئات تستعمل هذه الأداة بشكل سلبي وبما يمس حياة الأشخاص ومصالح المجتمعات”.
وشدد على أن سموه قدم نفسه من خلال الظهور والأفكار بشكل ملفت في أول حوار تلفزيوني محلي.
من جانبه، قال الخبير القانوني، الدكتور رياض الصرايرة، إن حديث ولي العهد يُعد دافعا لمواصلة العطاء والإنجاز بالدقة والكفاءة المطلوبة وتحقيق التميز في الأداء وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، وهو ما يسهم في ترجمة استراتيجيات وأولويات العمل الحكومي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن سموه منح الثقة للشباب الأردني، لإيمانه بإمكانات الشباب وقدرتهم على المساهمة في إنجاز الأهداف الوطنية وتحقيق الافضل ورسم المستقبل، عبر توفير البيئة المناسبة وخلق المبادرات والبرامج، لتحقيق الاستفادة من الطاقات الوطنية الشابة لمواكبة رؤية القيادة الهاشمية، ورفدهم بكل الإمكانات والموارد اللازمة لخلق مستقبل أفضل لهم.
وتطرق الصرايرة الى إيمان ولي العهد بقدرات الشباب الذين يشكلون شريحة وركيزة أساسية لدفع عجلة التقدم والتنمية في كافة المجتمعات، وتعزز من دورهم إلى استشراف المستقبل، تجسد بالأولوية التي منحها سموه لوضع الاستثمار في الشباب وتأهيلهم وتمكينهم ضمن صدارة الأولويات، لضمان استدامة مسيرة التطوير والبناء نحو المستقبل.
فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور زيد النوايسة، أن حديث ولي العهد حمل العديد من الرسائل والدلالات والمعاني، من أهمها ما فهمه الأردنيون أنهم أمام أمير شاب قارئ ومطلع على طبيعة مختلف التحديات الداخلية والإقليمية والدولية.
وأوضح أن سموه على علم بالتحديات التي تواجه الأردن بمنهجية ثابتة، والتي منها التحدي الاقتصادي نتيجة تأثر المملكة من أزمات الإقليم بدءا من حرب العراق مرورا بالأزمة السورية إضافة إلى جائحة كورونا.
وقال إن ولي العهد ركز في أن التعامل مع مختلف التحديات يكون عبر العمل المؤسسي وأن اتخاذ القرارات يكون عبر النهج وليس بالأشخاص، بحيث إن كل مسؤول يكمل ما بدأ به سلفه.
وبين أن سموه ركز في حديثه على الشباب وعلى ضرورة توفير فرص تؤدي إلى تمكينهم وتأهيلهم للدخول إلى سوق العمل كما ركز على أهمية التعليم التقني الذي تعمل مؤسسة ولي العهد على تعزيز هذا النوع من التعليم.
ولفت النوايسة إلى أن ولي العهد، يرى أن القضية الأساسية التي يجب التركيز عليها سياسيا هي القضية الفلسطينية التي هي جوهر الاستقرار في المنطقة، وعلى أهمية مدينة القدس باعتبارها كانت وما تزال موضع اهتمام الهاشميين الذين يملكون وصاية تاريخية عليها.
بدوره، أوضح عميد كلية الأمير حسين للدراسات الدولية، الدكتور محمد القطاطشة، أن سموه ركز في حديثه على فئة الشباب الأردني، ووجه لها رسائل مهمة بضرورة العمل الجاد لرفعة الأردن.
وقال إن أسلوب حديث ولي العهد يدخل إلى قلوب وعقول الناس بشكل سريع ومباشر، حيث إن الحوار أثبت أن سموه قريب دائما إلى الأردنيين.
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، الدكتور خالد شنيكات، أكد أن هناك التزاما تاريخيا رسميا من العائلة الهاشمية بحماية الأماكن المقدسة، منذ نهاية الثورة العربية الكبرى، واستمرت هذه الرعاية على مدينة القدس لغاية هذا اليوم كجزء من المسؤولية الدينية لجلالة الملك وأسرته الهاشمية.
وبين أن إشارة ولي العهد لأهمية القضية الفلسطينية والأماكن المقدسة فيها، يدل على اهتمامه الكبير بالجهود التي يقودها جلالة الملك في هذا الملف والعمل الجاد على إبقاء قضية فلسطين على رأس أولويات السياسة المحلية والعربية.
وأكد أن سموه أولى التحديات الاقتصادية جزءا مهما من حديثه، خاصة وأن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الأردن لها بعدان اثنان، أولهما تأثر المملكة بالأزمات الإقليمية والتي انعكست على الداخل الأردني.
وبين أن البعد الثاني، هو البعد الداخلي الاقتصادي الذي يتركز حول سوء الإدارة والفشل الحكومي في جذب الاستثمارات وتعيين الكفاءات لحل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأردن.
وأوضح أن سموه ركز على الشباب على أنهم هم مفتاح تقدم الأردن، مبينا ان ذلك يتركز في دعوة الأردنيين للعمل الجاد من أجل ازدهار الوطن.