شريط الأخبار

في ندوة ضمن فعاليات مهرجان جرش .. مختصون يعاينون واقع الدراما العربية

في ندوة ضمن فعاليات مهرجان جرش .. مختصون يعاينون واقع الدراما العربية
كرمالكم :  
ركزت ندوة عقدت في مؤسسة عبد الحميد شومان الأربعاء على واقع الدراما العربية وسبل النهوض بها ، ومدى اقتراب الدراما من الناس، ودور الأمن الثقافي في الحفاظ على الإرث، وإلى أي مرحلة وصلت الدراما في تأثيرها على الوجدان.
وشارك بالندوة التي جاءت ضمن فعاليات مهرجان جرش الثقافي37 بعنوان "مفهوم الدراما وأهمية نقل الواقع المعاش للجمهور” نخبة من فنانين مصر وسوريا والكويت وبمشاركة السيناريست والكاتب د. مدحت العدل، ونقيب الفنانين المصريين د. أشرف زكي، والفنانة والمنتجة هدى حسين، والفنانة أمل عرفة وأدار الحوار نقيب الفنانين الأردنيين محمد العبادي.
وأكد الكاتب مدحت العدل ، أهمية البعد عن جلد الذات والنظرة السلبية للواقع، فدور الدراما المصرية والعربية في محاكاة حياة الجماهير واضح وملموس ويوجد بقوة في الساحة الفنية ليس فقط على الشاشات بل تتهافت عليها المنصات مثل "شاهد ونتفلكس” وتمثل الدراما الجيدة 90% من الإنتاج العربي.
وبما انه يمتلك شركة العدل جروب للإنتاج الفني يقول:” قدمنا أهم المسلسلات في السنوات الأخيرة، مثل (حارة اليهود) والتي قدمت صورة التعايش مع الآخر وتقبله، ومسلسل (سجن النسا) وتناول نماذج لسيدات كانت نهايتهن السجن لأنهن ضحية مجمتع، ومسلسل (تحت السيطرة )عن الإدمان وهي ظاهرة منتشرة بين الشباب، أخرها السنة الماضية مسلسل (فاتن أمل حربي) الذي غير قانون الأحوال الشخصية في مصر، إلى جانب مسلسلات طرحت قضايا كثيرة، منها البطالة والتسول وحرمان المرأة من حقها بالميراث والأخذ بالثأر.. وكذلك أغاني الأوبرا التي تمثل جانب القوى الناعمة وهذا له انعكاس واضح لحياة المجتمع من خلال (الحلم العربي) التي كانت تجسد آمال العرب بالتوحد والتآخي لطرد العدو من أراضيهم والتمتع بالحرية.

وأشار إلى أنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وفي ظل السياسات وانحدار دور الدراما في التعبير عن آلام وأوجاع الناس وأوبريت ( القدس سترجع لنا)، فنحن مواكبين ليس فقط على مستوى مصر بل عربيا ودوليا، حيث أن النهج الذي تنتهجه العدل جروب قبل الخوض في أي عمل درامي يمتثل بماذا يحتاج الناس وإلى ماذا هم متعطشون، ولا يأتي الاحتيار اعتباطياً، منوهاً إلى أن للدراما أهداف أخرى غير طرح المشاكل، فهناك التسلية والترفيه والتثقيف ونشر والوعي.
من جانبه، عبر الفنان أشرف زكي عن التفاؤل الدائم لما تمر به الدراما وينفي مرورها بلحظة انكسار أو ضعف بل على العكس يلاحظ أن الخط البياني في الكثير من الدول العربية في تصاعد، كما تحتل الدراما مكانة كبيرة في القوالب الفنية وهناك منافسة قوية بين صناع الدراما على المستوى العربي والمستفيد الأول هو المشاهد، وأصبحت هناك نهضة ملموسة بين الدولن حيث بدأت الأعمال الدرامية في السعودية والإمارات والمغرب بالانتشار والتطور مما يدل على إدراك صناع القرار بمدى السلاح الذي تمتلكه القوى الناعمة ويستطيع من خلاله مواكبة ما يحدث لحظة بلحظة، وأبرز مثال على ذلك أغنية أم كلثوم (إنت عمري) التي كتبت بتوجيه من القائد جمال عبد الناصر وأطلق عليها لقب (لقاء السحاب) مما يؤكد فكرة أن القوى السياسية تدرك تمامًا دور الفنان وتدعمه واستطاع صوت الفنان أن يعلو وتأثير المسلسل أو الفيلم أو الأغنية أقوى وأسرع من عشرات الخطابات السياسية والشاهد على ذلك اغنية (تسلم الأيادي) في ثورة 11 يونيو 2011 المصرية والتي بثت الوعي وكانت ولادتها لحظة اعتصام المثقفين في وزارة الثقافة التي كانت شرارة اشتعال الثورة .
وبحسب تعبير الفنانة هدى حسين بالنسبة للدراما الخليجية، كانت الكويتية وستبقى في الصدارة من حيث قوة الموضوعات التي تطرحها وكلفة الإنتاج ولها أثر في الوجدان الشعبي وما يتعلق في الذاكرة وقد وصلت لمرحلة متقدمة وباقي بلدان الخليج بدأت تتبوأ وتأخذ مكانة على الساحة الفنية وحجزت بقعة كبيرة من خلال القنوات الفضائية وحتى المنصات أخذت الدور البارز، ولكن فيما يتعلق بتكرار بعض القضايا، فيرجع السبب للرقابة المشددة بين هذا ممنوع وذلك مرفوض وبسبب بعض الحدود لا نستطيع الخروج عن الصندوق، ولكن نحاول قدر المستطاع ان نلتف حول هذه المواضيع تظهر بالشكل ونطمح أن يصل للجمهور الخليجي والعربي، معربة عن أملها بأن تصل الأعمال الدرامية للأطفال، خاصة وأنه لا توجد قنوات تثقيفية وتوجيهية لهذه الفئة سوى قنوات الأفلام الكرتونية.
وتقول الفنانة أمل عرفة :”تربيت في بيت فني عريق بقيادة والدي سهيل عرفة وتشربت الموسيقى واللحن والإيقاع وحتى التمثيل باعتبار والدي مصمم الموسيقى التصويرية للأفلام، مشيرة إلى أنها لم تدخل عالم الفن بالصدفة بل درست في الأكاديمية ما زادها معرفة،.
وبينت بان الفن بكل أشكاله لا يفصل عن الثقافة حتى ولو كان بداعي الترفيه، والذكاء والعبقرية تكمن في دمج التسلية مع الفائدة لرفع الذوق العام وحب الجمهور للفنان ينبع عندما يتوحد صوته بصوت جمهوره في التعبيرعن الفشل والنجاح، والفقر، وأن الهجمة الشرسة تجاه الدراما والفن عموماً تسير في تجاه فقد الهوية شيئاً فشيئاً بكثير من المواضيع، خاصة عندما نستنسخ أعمال من جنسيات أخرى، منها، كورية، وإسبانية، وتركية وغيرها.
وتضيف عرفة، أن دبلجة المسلسلات لها عوائد مالية وربح للفنان ولكن تفقده أسهم المحبة والثقة عند جمهوره حينما يكون الإنتاج بخير في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة ولا تزال الدراما السورية قادرة على الصمود يكون هذا مؤشر ايجابي، وأن الهجمة الحقيقة التي يعاني منها العالم هي تصدر (السوشيال ميديا ) التي افرزت ملامح لم تكن موجودة، مثل المبالغة في عمليات التجميل لأن هناك مقاييس جمالية لا نعرف من أين فرضت علينا!!.

مواضيع قد تهمك