لا تزال قضية الجزائري بن عمران عمر الذي اشتبه جاره بخطفه لمدة 27 سنة، تصنعُ الحدث في ولاية الجلفة، بعدما اختلف سكانها على رواية واحدة لوقائع تلك القضية التي عرفت محلياً بقضية "عميرة" وهزت الرأي العام في الجزائر والعالم العربي أجمع الشهر الماضي.
ففي جديد الرجل "المختطف"، علمت العربية.نت أنه لا يزال في مستشفى الجلفة، حيث يخضع للرعاية النفسية جراء ما تعرض له خلال 27 سنة كاملة من انعزال عن المجتمع، ما سبب له آثارا نفسية بليغة.
كما يقبع داخل المستشفى تحت حراسة مشددة تمنع عنه زيارات الغرباء، خاصّة وسائل الإعلام التي تتطلع لأخذ تصريح منه أو صورة جديدة له.
ترجيحات متضاربة
فيما يتواصل التحقيق مع المتهم الأول الذي وجد المختفي في بيته، وسط ترجيحات متضاربة بين من زعم أن أخت الموقوف كانت على علم بتفاصيل "هروب" الشاب واختبائه لدى شقيقها، من دون أن تبلغ السلطات، وبين متهم للجار بحبسه وخطفه.
لاسيما أنّ المنشور الأوّل لأخت الموقوف، والذي كان بهوية مجهولة، عبر "فيسبوك"، تحدث عن اختباء الضحية وليس اختطافه.
ما وضع المحققين أمام احتمال ألا يكون عمر مختطفاً في الأساس، خاصة أن العديد من التساؤلات كانت انتشرت بين سكان المنطقة والمحققين على السواء، حول عدم فرار المعني، رغم أنه كان يملك القدرة على ذلك.
فيما زعم آخرون أن الشاب عرض لسحر قيّده، وجعله غير قادر على التحرك.
يذكر أن منشور أخت "الجار" الذي يسكن على بعد أمتار من منزل عائلة بن عمران، كان فجّر قضية "مختطف الجلفة" هذه، بعدما كشفت أن الشاب الذي بحث عنه أهله لسنوات طويلة، كان مختبئا في بيت أخيها، الأمر الذي تَمّ تداوله على نطاقٍ واسعٍ في المنطقة، وجَعَلَ السُكان يُبلغون الأمن، ويتوجهون إلى بيت المعني ليكتشفوا أنه موجود هناك منذ عقود.
بينما أكد الشاب لذي بات في الأربعين من عمره الآن في أولى تصريحاته المقتضبة بعد العثور عليه في اسطبل الجار الشهر الماضي، أنه كان يرى أهله والجيران أحياناً من خلف مكان اختبائه، من دون أن يستطيع التكلم معهم، أو حتى طلب نجدتهم.