قال الرئيس الأميركي جو بايدن، ليلة الخميس/ الجمعة، إن تقدما حقيقيا يجري إحرازه نحو التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، في وقت يواصل فيه المفاوضون السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرًا إلى أنه لا يزال متفائلا بإمكانية إجراء تبادل للمحتجزين.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: "إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين اليوم". وأضاف: "ما زلت آمل بأن نتمكن من إجراء عملية تبادل (لأسرى مقابل المحتجزين)"، متهما، كما هي عادة الإدارة الأميركية، حركة حماس، بقوله: "حماس هي التي تقف في طريق هذا التبادل حاليا، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال، الأربعاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس "قريب جدا"، معربا عن أمله في أن يتم "إنجازه" قبل تسلم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ويتسلم ترامب مهامه الرئاسية ويعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني، خلفا لبايدن.
وقال بلينكن، خلال محطة له في باريس: "في مجالات متعددة، نقوم بتسليم أمور، بعضها لم نتمكن من استكماله، ولكنها تخلق فرصا حقيقية للمضي قدما بطريقة أفضل". وأشار إلى أنه حتى إذا لم تتحقق خطط إدارة الرئيس جو بايدن بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فإنه يعتقد أن هذه الخطط سيتم تنفيذها بعد ذلك. وأضاف: "أعتقد أنه عندما نصل إلى هذا الاتفاق، وسنصل إلى هذا الاتفاق، سيكون على أساس الخطط التي قدمها الرئيس بايدن للعالم".
وهدّد ترامب، الثلاثاء، مرة أخرى، بـ"الجحيم" في حال لم يعد الرهائن الإسرائيليون في قطاع غزة بحلول الوقت الذي يتولى فيه الرئاسة، مضيفاً: "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها في الشرق الأوسط"، مضيفاً: "لن يكون الأمر جيداً لحماس، ولن يكون جيداً بكل صراحة لأي أحد".
من جهته، قال القيادي في حركة حماس طاهر النونو، الأربعاء، إن الحركة ليست بعيدة عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وأضاف: "لسنا بعيدين عن اتفاق إذا ما كان هناك تجاوب من نتنياهو في موضوعي وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب". وتابع: "نحن قدمنا تنازلات عديدة في سبيل إنجاح جهود الوساطة لوقف إطلاق النار ولإنهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة". واستطرد: "في كل مرة كنا نصطدم بتعنت إسرائيلي ورفض ونسف لكل تلك الجهود والعودة إلى نقطة الصفر، لأن نتنياهو يريد التنصل من أي تعهدات تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة".
كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة قوله يوم الخميس، إن الوسطاء أحرزوا بعض التقدم في جهودهم الرامية للتوصل إلى اتفاق، لكن ليس بما يكفي لإبرام اتفاق، مشيرًا إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن لا يعني أن المحادثات لا تمضي قدما، مضيفا أن هذه هي أكثر المحاولات جدية حتى الآن للتوصل إلى اتفاق.
وقال "هناك مفاوضات مكثفة، إذ يتحدث الوسطاء والمفاوضون عن كل كلمة وكل التفاصيل. هناك تقدم عندما يتعلق الأمر بتضييق الفجوات القديمة القائمة لكن لا يوجد اتفاق بعد". ولم يخض في مزيد من التفاصيل.
وكانت حركة حماس قد أعلنت الجمعة الماضية، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن الهدنة في غزة بقطر، مشيرة إلى أن الجولة تركز على أن يؤدي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وتفاصيل التنفيذ، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في كل مناطق القطاع.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفي) بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع، في حين تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب، لقبول أي اتفاق.
وكالات