في مؤشر قوي على متانة الأداء المالي واستمرار زخم النمو، أعلنت مجموعة شركة مناجم الفوسفات الأردنية، أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، عن نتائج مالية استثنائية مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي. حيث قفزت أرباحها الصافية لتتجاوز حاجز الـ 400 مليون دينار، مسجلة نمواً ملحوظاً يعكس كفاءة إدارتها وقوة استراتيجياتها التسويقية على الساحة العالمية.
تفاصيل الأرقام: قفزة في الربحية والمبيعات.
كشفت البيانات الصادرة عن الشركة والمنشورة على موقع بورصة عمان، عن تحقيق صافي أرباح بعد الضريبة بلغ 417.705 مليون دينار مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة مع 318.615 مليون دينار للفترة ذاتها من العام الماضي 2024، مسجلة بذلك زيادة صافية تقارب 100 مليون دينار، ونسبة نمو مذهلة بلغت 31%.
ولم تكن هذه القفزة في صافي الأرباح وليدة الصدفة، بل جاءت مدعومة بأداء قوي على مستوى الإيرادات، حيث قفزت الأرباح الإجمالية للشركة إلى 622.053 مليون دينار، مقارنة بـ 490.378 مليون دينار في العام الماضي. كما شهدت صافي المبيعات ارتفاعاً مهماً، لتصل إلى ما يقارب مليار و21 ألف دينار، مقابل 857.485 مليون دينار سجلتها في الفترة المقابلة من العام الماضي، مما يؤكد توسع نطاق وجودة عملياتها التشغيلية والتسويقية.
في رسالة طمأنة وثقة للمساهمين، أظهرت نتائج الشركة أداءً متميزاً في تحقيق عوائد على رأس المال، حيث بلغت حصة السهم من الأرباح خلال الفترة ما يعادل 139% من القيمة الأسمية للسهم. هذا الرقم يعكس العائد المجزي لاستثمارات المساهمين ويعزز من جاذبية السهم كأحد الاستثمارات الرابحة في سوق عمان المالي.
تحليل الأداء: سر النجاح وراء الأرقام القياسية.
لا تأتي هذه النتائج المالية المبهرة من فراغ، بل هي ثمرة لعدة عوامل مترابطة:
1. كفاءة الخطط الاستراتيجية: تؤكد البيانات على «واقعية الخطط التي وضعتها الشركة وقابليتها للتنفيذ». يشير هذا إلى أن الإدارة العليا نجحت في وضع أهداف قابلة للتحقيق ووضعت الآليات المناسبة لتنفيذها، سواء على صعيد زيادة الإنتاج أو تعزيز الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف.
2. التميز في الإنتاج والتسويق: ذكر الإفصاح ظهور «مؤشرات إيجابية في أعمالها في الإنتاج والتسويق»أن الشركة لم تزداد فقط من كميات الإنتاج، بل نجحت أيضاً في تسويق هذه الكميات بأسعار تنافسية، مع الحفاظ على علاقات قوية مع العملاء حول العالم، لا سيما في أسواق آسيا وأفريقيا.
3. الظروف السوقية العالمية: من المحتمل أن تكون الظروف السوقية العالمية لسلعة الفوسفات وشروط التجارة الدولية قد شهدت تحسناً، مما أتاح للشركة بيع منتجاتها بأسعار أعلى أو بكميات أكبر.
4. التحكم في التكاليف: تحقيق زيادة في صافي الأرباح تفوق نسبة زيادة الإيرادات في بعض المقاييس يشير إلى نجاح الشركة في إدارة هيكل التكاليف وتحسين هوامش الربحية.
تُعد هذه النتائج المالية القوية لشركة مناجم الفوسفات الأردنية ليس فقط نجاحاً للشركة نفسها، بل إنجازاً للاقتصاد الأردني بشكل عام. فهي تساهم بشكل مباشر في زيادة الإيرادات الحكومية من خلال الضرائب، وتعزز من ميزان المدفوعات عبر عوائد التصدير، وتؤكد على مكانة الأردن كشريك موثوق في سوق الفوسفات العالمي. مع استمرار هذا الأداء، تُطوق الشركة العام بمزيد من التفاؤل، متجهة نحو تسجيل عام استثنائي آخر في سجلاتها المالية، مما يعزز ثقة المستثمرين ويضعها في الصدارة كرافد أساسي للتنمية الاقتصادية في المملكة.



