بوصلة المعارضة التقليدية في الاردن حائرة عندما يتعلق الامر باللجوء الى الشارع ضد ترتيبات ما يسمى صفقة القرن بسبب الموقف الرسمي المتقدم هذه المرة حتى على موقف بعض قوى الشارع ضد الصفقة وترتيباتها .
الملك عبد الله الثاني وبمجرد اعلان الرئيس الامريكي عن تفاصيل الصفقة اصدر توجيهاته بالاستمرار في قيام المملكة بواجباتها في رعاية المقدسات في القدس .
قبل ذلك وفي مدينة العقبة جدد ملك الاردن رفضه الثلاثي لاي تغيير في الامر الواقعي في القدس ولأي مساس بحق العودة ولاي خيار تفاوضي لا ينتهي بدولة فلسطينية مستقلة .
على الصعيد الشعبي وفيما الموقف الملكي متقدم قياسا بمجمل الموقف العربي وموقف الدول الغربية تبدو بوصلة الشارع تائهة في تحديد مسارات الاعتراض وبدون الاخلال في الامن والاستقرار الداخليين.
هنا تحديدا برز موقف النقابات المهنية التي اضطر رئيسها الدكتور علي العبوس لمطالبة الاردنيين بالالتفاف حول موقف القيادة والملك .
بالمقابل صدرت عشرات البيانات من تجمعات العشائر والمجتمع وحتى من بعض الحراكات في نفس الاتجاه .
بالمقابل ايضا بحث الاسلاميون والذين يشكلون تيار المعارضة الاكبر عن افضل سيناريو للتواجد في عمق الشارع الحائر فقرروا دعوة المواطنين لانتفاضة شعبية توجه رسالة واضحة الملامح للرئيس الامريكي دونالد ترامب .
طبعا لا يتعلق الامر بانتفاضة على النمط الفلسطيني لكن المقصود مسيرات واعتصامات وتعابير عن الموقف حيث المزاودة صعبة على موقف الدولة الرسمي .
وحيث – وهذا الاهم – سمحت السلطات لمتظاهرين بالتجمع قرب السفارة الامريكية في العاصمة عمان بعد تأمينها بكل الاحوال كما زادت معدلات التعبير شعبويا عن الاستنكار والتنديد في الوقت الذي يعتقد فيه بان كثرة الحديث عن صفقة القرن منذ اكثر من عام نتج عنها تقليص مساحات المفاجأة والصدمة عند الشارع .
ويعبر الاردنيون عن حيرتهم من تداعيات واستحقاقات المرحلة اللاحقة اكثر من التعبير عن الرفض والتصدي وقد عكس ذلك عضو البرلمان محمد ظهراوي عندما سال امام راي اليوم عن طبيعة المرحلة القادمة وما تنطوي عليه من مفاجآت داعيا الى التوحد في المجتمع .
لا يوجد ما يشير الى تناقض او خلاف بين المعارضة والسلطة في الاردن على الاقل في هذه المرحلة .
لكن السؤال يتوسع في كل قواعد الشارع والمجتمع حول الايام المقبلة
راي اليوم اللندنية