كتبت مروة البحيري
بعد ان اشبعتنا الحكومة تحذيرا وتنظيرا واغرقتنا في اوامر الدفاع والتدابير الصحية، وانهت عشرات الالاف من دفاتر المخالفات بحق المواطنين.. وبعد ان اغلقت الحكومة المساجد وجمعيات تعليم القرأن وصالات الافراح وعاقبتنا وأنبتنا على جهلنا واستهتارنا في العادات الاجتماعية من التقبيل والتقارب..وبعد وبعد.. نجدها اليوم تكسر كل القوانين وتدوس على النصائح والتعليمات وتدير وجهها لقوانين الدفاع وتوجيهات لجنة الاوبئة وتتحدى بشكل صارخ كل اصوات التحذير والرجاء لتفتتح مهرجان جرش ويسارع رئيس الحكومة الى ايقاد الشعلة ايذانا ببدء هذا الطوفان البشري والجموع المتقاربة المتلاصقة.
الحكومة اليوم لم تخرق فقط قوانينها وتعليماتها .. بل خرقت ثقة المواطنين بمؤتمراتها وسردها الطويل وهي التي طبقت المثل "اسمع كلامك اصدقك.. اشوف امورك استعجب!!) .. فكيف للمواطن مستقبلا ان يقتدي دون وجود قدوة وكيف لبعض القطاعات ان تلتزم بتعليمات "العدد المحدود واشتراط التباعد والالتزام بالكمامة" بعد ان شاهدت بأم عينها هذه القوانين تتبخر في مهرجان فرض نفسه في زمن الوباء العظيم..!
لسنا اعداء الفرح والابتسامة، لكننا اعداء النفاق وسياسة التحليل والتحريم حسب المصالح والاهواء، والموافقة والرفض ومحمد يرث ومحمد لا يرث والازدواجية بالتطبيق.. والصور القادمة من جرش حركت لدى الكثيرين مشاعر مختلطة من العجب والغضب والشعور بالظلم والتخوف من نتيجة هذا التباعد العجيب غير الظاهر!
نتمنى من الحكومة التوقف عن اصدار قوانين الدفاع وان تحتفظ بنصائحها فالعين اصدق من الاذن وان تعيد النظر بالمخالفات التي اطاحت بجيب المواطن.. ونحن نتحدث اليوم عن افتتاح ولا نعلم كيف ستكون الفوضى والتباعد خلال الحفلات القادمة والى اين سنصل؟!
شاهد: