شريط الأخبار

نزف دم وكرامة..

نزف دم وكرامة..
كرمالكم :  

محمد حسن التل

ربما لم يعد مساحة للحديث في السياسة والتحليل أو الهرج في زمن تنزف فيه غزة دمًا مظلومًا مخذولًا و"تشع" جوعًا وتدميرًا، تشرئب أعناق الثابتين هناك إلى السماء وتشخص أبصارهم إلى ربهم وقلوبهم تخفق وجعًا وصدورهم تتلجلج بالدعاء، يا رب إلى من تكلنا إلى عدو ملكته أمرنا أم إلى قريب أدار ظهره لنا..

تنزف أمتنا ما تبقى من كرامتها على تخوم غزة، ورضيت أن تكون فقط على مدرجات المتفرجين لمراقبة يحدث لأخوة الرحم والعقيدة والقومية، يقتلون بدم بارد وبمباهاة قذرة وتنال من حياتهم بكل أركانها من عدو لا يخفي أن عينه ليست على غزة وكل فلسطين وحدها، بل عين الضبع ترمي إلى هناك وهنا، إلى كل الجغرافية العربية اتكاء على خرافات تلمودية محرفة لم تنزل على كليم الله موسى بشهادة الكثير من اليهود أنفسهم..

في هذا الزمن الرديء يفتح عرب ومسلمون أبوابهم لعتاولة القتل الإسرائيليين، ويتقربون منهم ناشدين ودهم في ظن آثم أن هؤلاء القتلة أصبحوا البوابة "الشرعية" لرضى أسياد العالم الذين يقررون المصائر ويرسمون المستقبل ويؤشرون على من يبقى ومن يرحل..

غاب عنا أن حتمية الدم عبر تاريخ البشرية صراعاتها هي التي تفرض قرارها دائمًا، وأن الشعوب المظلومة هي التي ترسم نهايات كل صراع، وإن يكون الثمن كبيرًا...

علمنا تاريخنا أن فلسطين تكون أول الهزيمة عندما تنهار أمتنا.. لكنها تكون عنوان النصر عندما تعود الروح لهذه الأمة..

مواضيع قد تهمك