خاص - مروة البحيري
من جديد يبرز ملف النقل في العاصمة عمان شائكا وغامضا وعاجزا عن الخروج من فوهة التخبط والمشاريع الفاشلة التي ساهمت وفاقمت من الازمات المرورية دون تقديم حلول طويلة الاجل تدفع بقطاع النقل الى الامام ولو خطوة واحدة اوتقدم رؤية جديدة عصرية لهذا القطاع الحيوي الهام الذي بات هما ثقيلا تعجز امانة عمان والوزارات والمؤسسات المعنية المتعاقبة عن حله..
ويبدو ان ملفا جديدا ومتخما بالمخالفات اصبح يطل برأسه يحمل معه الف سؤال واستفهام حول المشروع "الصاروخي" الذي اعلن عنه امين عمان يوسف الشواربة وما يعرف بـ (باص عمان) وما رافقه من تهليل وتكبير لهذا الحل السحري والزج بمئات الباصات "التركية" داخل الشوارع الهرمة وحشرها داخل الازمات.. ولكن الامر لا يتوقف على التوقيت والبنية التحتية بل يتخطى لما هو اكبر وأخطر والحديث يدور هنا حول جدوى هذه الملايين التي ستذهب لشراء 135 حافلة لا تتناسب مع جغرافية المنطقة.. ولماذا تكرر امانة عمان تجربتها المريرة في باصات المتكاملة للنقل - الاتوباص هذه "الابنة المدللة" كما يصفها البعض والتي تقتات على المساعدات والمنح والقروض والديون التي تتقاضها من امانة عمان ووزارة المالية والبنوك.. هذه الباصات التي لا تعرف التمويل الذاتي وغير قادرة على النهوض الا بمساعدة من حولها حتى انها باتت عبئا ثقيلا على امانة عمان.. الا ان المفارقة اليوم ان الامانة فتحت صدرها مجددا لهذه الشركة في اتفاقية مع شركة حديثة الولادة استحدثتها الشركة المتكاملة مؤخرا تحت مسمى الشركة الاردنية التركية لادارة وتشغيل الحافلات ،بالشراكة مع شركة جورسيل التركية وتم الطبخ والسلق لنخرج بنتيجة مفادها دفع مبلغ 18 مليون في شراء 135 باصا.
تساؤلات كثيرة تحيط بهذه الصفقة الغامضة من كل جانب تدور في مجملها حول تكلفة شراء هذه الباصات والحافلات وثمن كل واحدة منها وما هي آلية الدفع .. وكيف وقع الاختيار على الوسيط وما حجم المبلغ الذي تقاضاه من هذه الصفقة.. كما تدور اسئلة حول كفاءة هذه الباصات التركية ومتانتها وصلابتها ومطابقتها للمواصفات المطلوبة ووجود مراكز صيانة لها بالاردن؟؟
وهل يعلم امين عمان ان توفير "واي فاي" والدفع الالكتروني والشاشات وادلع والدلال داخل هذه الباصات الذي تحدث عنه لن يغطي ولن يحجب ما وراء الكواليس وان الملايين المهدورة في هذه الباصات ستفضحها العيوب والمشاكل التي ستظهر لاحقا وتكشف خفايا هذه الصفقة وتعري المستفيدين منها والوسطاء.. وهل بتنا ننتظر من شركات تركية ان تحل لنا أزمة النقل بالاردن..!؟