خاص- مروة البحيري
قضية خطيرة وذات ابعاد صحية مقلقة باتت تدق ابواب المستشفيات الخاصة وتهدد مستوى الخدمات العلاجية فيها بعد ان تم تفريغ هذه المستشفيات من الكوادر التمريضية المدربة والمؤهلة وتحويلها الى المستشفيات الميدانية او رفد مستشفيات وزارة الصحة القائمة بها في ظل جائحة كورونا ناهيك عن هجرة الممرضين الى الخارج سيما الدول الخليجية، وبالمقابل لم تتمكن هذه المستشفيات من تعويض النقص الهائل من الممرضين ذكورا وإناثا لتدارك هذا الأمر الذي حدث على حين غرة ودون سابق انذار..
مستشفيات خاصة لا تكاد اليوم تخرج من هول الصدمة وحجم الكارثة التي اصابتها وهي تجد نفسها عاجزة عن سد النقص الحاصل من الكادر التمريضي، فلجأ بعضها الى توظيف طلاب في سنتهم الاخيرة او خريجون جدد لا يملكون اية خبرات وآخرون استقدموا ممرضين بدوام جزئي.. وذلك بالتزامن مع الحوار مع نقابة الممرضين التي تعنتت بقرارها القاضي بمنع استقدام الممرضين من الخارج تحت ذرائع لم تقنع مدراء المستشفيات الخاصة ولم تنه معاناتهم في سد النقص الحاصل.
"كرمالكم" استطلعت آراء بعض المستشفيات الخاصة ورئيس جمعية المستشفيات الخاصة الذين أجمعوا على خطورة ما يجري وضرورة فتح باب استقدام الممرضين سواء للعمل او التدريب:
الدكتور فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة:
أكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري ان المستشفيات الخاصة تعطي الأولوية لتشغيل الكوادر التمريضية الاردنية، ولكن ومنذ بداية الجائحة قامت وزارة الصحة ومن خلال ديوان الخدمة المدنية بتعيين 3200 موظف في الوزارة وكانت النسبة الأكبر للتمريض، والغالبية العظمى منهم من العاملين في المستشفيات الخاصة ويملكون من الخبرات الكثير ما أدى الى حدوث نقص حاد بالكادر التمريضي في المستشفيات الخاصة.
واضاف ان هذا الاجراء تزامن مع الجهد الكبير الذي تبذله المستشفيات الخاصة في استقبال وعلاج الاعداد الكبيرة من مصابي كورونا والوقوف جنبا الى جنب مع وزارة الصحة لمواجهة هذا الوباء القاتل، الا ان نقص كادر التمريض اصبح يهدد مستوى الخدمات العلاجية المقدمة بالمستشفيات الخاصة، ما دفع بهم الى نشر الاعلانات وطلب الممرضين ولكن دون جدوى.
وقال الدكتور الحموري بعد تصريحات نقابة الممرضين بوجود بطالة في قطاع التمريض قمنا بمخاطبتهم وقامت النقابة بتزويدنا بـ 200 اسم لممرضين ولكن للاسف لم نجد سوى 12 ممرضا مؤهلا للتوظيف، حيث كانت الارقام بعضها مفصول وآخرون كانوا خارج المملكة.. واستطرد بعد عدم قدرة النقابة بتزويدنا بالاعداد المطلوبة قامت الجمعية بالتواصل مع ديوان الخدمة المدنية الذي قام من جانبه بتزويدنا بكشف يضم 1600 اسما وقمنا بالاتصال بها جميعا ولكن الامر لم يختلف كثيرا عن الاسماء التي زودتنا بها النقابة فكانت الارقام إما مفصولة او خاطئة او اصحابها على رأس عملهم ومنهم من اشترط العمل في الفترة الصباحية فقط ودون العمل في اقسام عزل كورونا، وبعد معاناة وبحث تمكنا من استخلاص 200 اسم من 1600 اسم وتوزيعها على كافة المستشفيات الخاصة، وهذا الرقم بالطبع ضئيل ولا يلبي الحاجة.
واوضح الحموري ان توظيف الخريجين الجدد في الاقسام الدقيقة والحساسة مثل العناية المركزة والخداج والعزل يعتبر مخاطرة نظرا لعدم امتلاكهم الخبرة، وحاجتهم الى فترة اقلها 6 أشهر ليصبحوا مؤهلين للعمل بهذه الاقسام. مشيرا ان الجمعية قدمت اقتراح للسماح باستقدام اصحاب الخبرات في العناية المركزة والخداج والطوارئ من أجل تدريب الخريجين الجدد وتأهيلهم.
واختتم الدكتور الحموري حديثه بدور المستشفيات الخاصة في جائحة كورونا حيث قامت 27 مستشفى بتقديم خدمة التطعيم مجانا للمشاركة بالحملة الوطنية والمساهمة في زيادة اعداد متلقي اللقاح الى جانب الثقة الكبيرة التي تتمتع بها هذه المستشفيات من المرضى بالخارج ودورها في تنشيط السياحة العلاجية، مبديا تخوفه من تبعيات نقص الكادر التمريضي وتأثيره على مستوى رضا المرضى او ربما قد يشكيل خطرا على حياتهم لا سمح الله.
معالي الدكتور علي حياصات مدير عام مستشفى الكندي
من جانبه قال وزير الصحة الاسبق ومدير عام مستشفى الكندي الدكتور علي حياصات ان التمريض الاردني مشهود له بالكفاءة داخليا وخارجيا وهم على درجة عالية من المهارة والخبرة ولكن تبادل الخبرات هو امر صحي وضروري ومعمول به في كافة الدول ولا يقتصر فقط على التمريض بل كثير من القطاعات مثل الهندسة والطب والتكنولوجيا تستقطب الاشخاص المؤهلين والمدربين للاستفادة من خبراتهم.
وطالب الدكتور حياصات بالسماح للمستشفيات الخاصة باستقدام الممرضين لغايات العمل والتدريب والذي من شأنه الارتقاء بالخدمات واستبدال الدورات المحدودة بفترات اطول وهذا الامر متعارف عليه في معظم الدول ولا نعلم لماذا يتم استثناء التمريض منه.
ونوه ان بعض الوحدات مثل العناية الحثيثة والتنفس الاصطناعية وغيرها تحتاج الى اشخاص مدربين ومؤهلين ومن اصحاب الخبرات مشددا ان استقدام ممرضين للعمل والتدريب لا يعني باي شكل من الاشكال احلالهم مكان التمريض الاردني، منوها ولكن اليوم اصبحت المستشفيات الخاصة تعاني من نقص شديد وبحاجة ماسة للتدريب سيما بعد انتقال اعداد كبيرة من الممرضين المؤهلين الى وزارة الصحة.
واختتم الدكتور حياصات حديثه بالتأكيد على الوقوف جنبا الى جنب مع وزارة الصحة وتقديم كافة الخدمات المتاحة ولكن بالمقابل فان المستشفيات الخاصة جزءا مهما وفاعلا في السياحة العلاجية والمحافظة على نوعية الخدمات المقدمة ولا يوجد مصلحة لأحد في حدوث نقص بالكادر التمريضي اوتراجع مستوى الخدمات العلاجية المقدمة للمرضى بالداخل والخارج.
الدكتور عزام ابراهيم مدير عام المركز العربي الطبي:
وأكد الدكتور عزام ابراهيم مدير عام المركز العربي الطبي ان استمرار منع استقدام الكوادر والخبرات من الممرضين بالخارج يؤثر بشكل كبير وخطير على المستشفيات الخاصة سيما ان وزارة الصحة قامت بأخذ مئات الممرضين المدربين والمؤهلين من القطاع الخاص دون سابق انذار او اشعار مضيفا كنا نتمنى على وزارة الصحة وهي بصدد انشاء مستشفيات ميدانية ان تقوم بابلاغنا حتى نتمكن من أخذ الحيطة وتدريب كوادر تمريضية من خلال الممرضين الموجودين لدينا والذين يملكون من الخبرة ما يصل الى 10 سنوات وأكثر.
واضاف ان سد النقص الذي حصل بعد تفريغ المستشفيات من الممرضين المؤهلين كان ولا زال أمرا في غاية الصعوبة حيث لجأنا كغيرنا من المستشفيات الى تعيين ممرضين جدد او في سنتهم الاخيرة الى جانب احضار مدرسين ومدربين لهم من الجامعات على نفقة المستشفى من أجل تأهيلهم وذلك تجنبا لحدوث تراجع في مستوى الخدمات الطبية علما بأن المركز العربي يجري عمليات حساسة ودقيقة جدا على مستوى المنطقة.
وقال الدكتور عزام نحن نتحدى النقابة في توفير ممرضين اردنيين لسد النقص الحاصل، علما باننا قمنا بمخاطبتهم وابلاغهم بتأمين ولو عدد بسيط لا يتعدى 20 شخصا وسوف نقوم بتوظيفهم بالحال ولكن لغاية اللحظة لم يتم تزويدنا يأية اسماء كما طالبنا باستقدام ممرضين فلبينيين من أجل تدريب الكوادر التمريضية الجدد ولكن نقابة الممرضين تنظر لهذه المطالب بعين التحدي ولم تترك مجالا للحوار والنقاش.
وفي ختام حديثه نفى الدكتور عزام ما يدور من حديث حول رواتب عالية للممرضين غير الاردنيين مؤكد ان الارقام موجودة ومثبتة وان الامتيازات التي يتمتع بها الممرض الاجنبي يحظى بها الممرض الاردني كما يوفر المستشفى السكن للممرضين الذين يقطنون خارج العاصمة عمان.
الدكتورة امينة مصالحة مساعد المدير الطبي في مستشفى الاسراء
واشارت الدكتورة امينة مصالحة مساعد المدير الطبي في مستشفى الاسراء ان المستشفى وعلى مدار سنوات قام بتدريب وتأهيل الممرضين للعمل بكافة الاقسام،، مضيفة.. تفاجأنا في وسط الجائحة وارتفاع نسب الاشغال واستقبال المرضى بخطوة وزارة الصحة بتشغيل الممرضين من خلال ديوان الخدمة المدنية مما أثر بشكل كبير على اعداد العاملين بالمستشفى وحدوث نقص كبير قمنا بتغطيته من خلال توظيف على حساب العمل الجزئي.
واضافت ان نقابة الممرضين قامت بتزويدنا باسماء زعمت انهم عاطلون عن العمل ولكن فوجئنا بان هذه القوائم غير حقيقية والاسماء الموجودة لاشخاص اما خارج الاردن او هواتفهم مفصولة.
نقيب الممرضين خالد ربابعة
وحاولت كرمالكم التواصل مع نقيب الممرضين خالد ربابعة الذي وعد بالاجابة لاحقا على استفسارات "كرمالكم" وفي حال الرد او الوضيح سيتم ارفاقه بالخبر..
ختاما:
ولكن يبقى السؤال .. جائحة كورونا التي حصدت الكثير من الارواح هل تحصد ايضا سمعة ومكانة المستشفيات الخاصة بالاردن بعد ان باتت عاجزة حتى عن توفير كادر تمريضي فيها يخدم المرضى ويقدم المستوى العلاجي اللائق والمطلوب ويحافظ على سمعة ومكانة الاردن المرموقة في الطب والعلاج.. سؤال نضعه أمام وزارة الصحة ونقابة الممرضين.