شريط الأخبار

السياحة في عالم تقوده أمريكا

السياحة في عالم تقوده أمريكا
كرمالكم :  
حازم عيّاد
وكالة فيتش خفضت توقعاتها لنسب النمو الاقتصادي في الاردن من 3% الى 2.7% بتأثير من ارتفاع أسعار السلع والنفط عالمياً، التي باتت مرتبطة بالأزمة الاوكرانية التي تعد الأزمة الثانية في العالم بعد أزمة جائحة كورونا الصحية.
أزمة وباء كورونا الصحية، وأزمة أوكرانيا الجيوسياسية؛ أثبتتا أن الدول التي تعتمد على قطاع السياحة، هي أكثر الدول تضرراً، والأبطأ في مسيرة التعافي؛ إذ عادة ما تفزع الدول المعتمدة على السياحة الى المساعدات الاقتصادية، وإلى الدول المقرضة، وإلى المؤسسات المالية العالمية لتغطية العجز ومعالجة الاختلالات المالية التي تتهدد اقتصادها؛ أمرٌ يجعلها رهينة بقرارات هذه المؤسسات وأجندتها السياسية في كثير من الأحيان.
في ضوء هذه الفوضى؛ يبرز قطاع السياحة في الأردن كقنبلة موقوتة؛ إذ يمثل 20% من حجم الناتج القومي الإجمالي للدولة في إقليم مضطرب وعالم أقل استقرارا، والأخطر في جوار كيان إسرائيلي يسعى للهيمنة وفرض إرادته وحلوله السياسية والعسكرية، بل وروايته الثقافية والدينية المقوِّضة للاستقرار في الإقليم برمته.
حان الوقت لإجراء تحولات في بنية وهيكل الاقتصاد الاردني بإعادة توجيه الاستثمارات والبنى التحتية نحو مشاريع أكثر ديمومة واستقراراً؛ وأقل حساسية وتأثراً بالأزمات الصحية والأمنية والسياسية التي يتوقع أن تطغى على المشهد العالمي خلال السنوات العشرين القادمة.
أوكرانيا لن تكون المواجهة والاشتباك الأخير في الساحة الدولية، خصوصاً بعد أن سبقها حرب تجارية بين الصين وأمريكا في العامين الأخيرين من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبعد أزمة صحية عالمية قابلة للتكرار؛ إما لأسباب طبيعة أو مفتعلة متأثرة بالصراعات الناشبة عالميا، فالحديث كثر عن مختبرات وتجارب بيولوجية منتشرة في أرجاء الكرة الأرضية بشكل مريب.
الولايات المتحدة - الشريك السياسي والاقتصادي الأهم للأردن بحكم المساعدات والقروض والدعم والشراكة رفيعة المستوى في الناتو - باتت المحرك و الطرف الأبرز لأغلب الأزمات العالمية؛ فأغلب الأزمات مرتبطة بسلوكها وردود فعلها تجاه التحولات الاقتصادية والأمنية في المنظومة الدولية، سواء تلك المتعلقة بالمحاولات العدائية لاحتواء الصين ومحاصرتها، أو المتعلقة باحتواء روسيا واستفزازها.
أمريكا ستنتج المزيد من الأزمات العالمية والاقليمية في مسيرة تراجعها عن سلم الهيمنة الدولية على الارجح؛ ما ينبئ بمزيد من الأزمات، ويتطلب مزيداً من الحذر من الشريك الأمريكي الذي خلق الكثير من المشاكل مؤخراً لأقرب حلفائه في الإقليم، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية.
أمريكا ماضية في مفاقمة الأزمات العالمية، وفي وضع المزيد من الصواعق المتفجرة في الاراضي الفلسطينية بازدواجية معايير مفضوحة تمنع معاقبة الاحتلال الاسرائيلي ومحاصرته، أسوة بباقي المحتلين والمنتهكين لحقوق الأمم والشعوب.
صواعق تجعل من السياحة في عالم تقوده أمريكا غاية في الخطورة، ما يعني ضرورة البحث عن قطاعات اقتصادية جديدة لا تتطلب هذا القدر من القروض والأموال؛ لتعويض نزيفه الذي لن ينقطع، فهذا هدر للأموال والوقت والجهد في الآن ذاته.
السبيل

مواضيع قد تهمك