شريط الأخبار

اقتناص الفرص..!

اقتناص الفرص..!
كرمالكم :  
عوني الداوود
في حالة «عدم اليقين « التي يعيشها العالم في كل شيء.. وفي الاقتصاد تحديدا وليست السياسة وتوابعها استثناء، لا بد من انتهاز بل « اقتناص الفرص « لان كل شيء قد يتغير وفي أية لحظة.. هذا ما علّمتنا اياه تحديدا جائحة كورونا فعليك - كدولة او شركة او حتى كشخص - ان تكون جاهزا لجميع المتغيرات.. وللدلالة على ما نقول نستعرض الأحداث التالية :
منذ اشهر بعيدة ارتفعت اسعار اجور شحن الحاويات لتصل نحو( 12 الف دولار/ للطن الواحد)، وتحديدا بعد الاغلاقات في الصين بسبب عودة وباء كوفيد -19 في بعض المدن، لتنخفض منذ اشهر قليلة لما يعادل ( 2000 دولار/ للطن)...ثم لترتفع مجددا منذ اسابيع الى نحو (4000 آلاف دولار/ للطن) بسبب الغاء كثير من رحلات الخطوط الملاحية البحرية وتخفيف البواخر..الامر الذي يجعلنا نطرح السؤال التالي : عانينا من ارتفاع اجور الشحن، فهل اقتنصنا الفرصة حين انخفضت ؟ وهل كثّفنا الاستيراد لمزيد من التحّوط لمواجهة أية عودة لما كان عليه الوضع من ارتفاع ؟، خصوصا واننا نرصد المتغيرات السياسية للحرب في اوكرانيا وتطورات جائحة كورونا ايضا ؟
- من تداعيات جائحة كورونا، ثم الحرب في «اوكرانيا « ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء.. بسبب تقطع سلاسل التوريد وغيرها من المسببات..ثم عادت اسعار الطاقة وتحديدا ( اسعار برميل النفط) الى الانخفاض، لتعود وترتفع مؤخرا بعد قرار( اوبيك +) تخفيض الانتاج بواقع ( 2مليون برميل / يوميا ).. ولا ندري الى اين تتجه الاسعار خصوصا ونحن - كما العالم- مقبلون على شتاء قارس وصعب في ازمة طاقة عالمية المتضرر الاكبر فيها القارة الاوروبية.. والسؤال : هل تم شراء الكميات اللازمة من الوقود حين انخفضت الاسعار، بل وزيادتها من باب التحوط ؟.. والسؤال الآخر في الشأن الغذائي..الاسعار اليوم ورغم الحرب في اوكرانيا في حالة انخفاض - حتى ولو كان طفيفا في بعض الاصناف - لا انه انخفاض مهم.. فهل تم الاتفاق على استيراد كميات ملائمة لما هو متوقع / او غير متوقع لقادم الايام التي لا يعلم احد الا الله الى اين تتجه بالعالم ؟.. وفي وقت زاد فيه عدد الجوعى ومن يتوفون بسبب الفقر والجوع في العالم وخصوصا في القارة الافريقية - بحسب التقارير الدولية الاخيرة - ؟
- اليوم هناك صراع عملات اجنبية ومعركة « كسر عظم « بين الدولار الامريكي الذي ارتفع كثيرا - وبالاخص كنتيجة مباشرة لاستمرار الفيدرالي الامريكي برفع الفائدة لكبح جماح التضخم - مقابل العملات الاخرى، وتحديدا اليورو، والين الياباني الذي انخفض إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ عام 1990.. فهل نستفيد من انخفاض اليورو والين بزيادة الصادرات من المنطقتين لما نحتاجه ولو على المدى المتوسط وعكس الانخفاض على المستهلكين ؟
- تساؤلاتي عامة للحكومة وللقطاع الخاص.. وحتى للأفراد ، والمشهد متشابه مع مختلف دول العالم..وبات المسؤولون في الدول الاوروبية تحديدا ينصحون المواطنين بالتحوط لما هو قادم خصوصا في الطاقة والغذاء.
- ولاكتمال الصورة، لا بد من الاشارة الى ان الاردن استثمر الفرص واستفاد كثيرا من زيادة صادراته من الفوسفات والبوتاس حين ارتفعت اسعار السلعتين في الاسواق العالمية وزاد من الانتاج وفتح أسواقا جديدة، وهذا جيد والشركتان تقومان بما هو مطلوب واكثر، ولا تحتاجان لمن يوجهما لما يجب ان تفعله.
باختصار.. الامثلة كثيرة.. والتطورات المتسارعة اقليميا وعالميا تستوجب الاستنفار الدائم والمراقبة المتواصلة لحالة العالم والتحرك سريعا وفقا للمستجدات - دون المخاطرة او المغامرة ولكن بخطى مدروسة وسريعة.
الدستور

مواضيع قد تهمك