شريط الأخبار

جدل حول مسرحية عن الشيخ الشعراوي.. البرلمان يتحرك والأزهر يرد

جدل حول مسرحية عن الشيخ الشعراوي.. البرلمان يتحرك والأزهر يرد
كرمالكم :  
خلال الأيام القليلة الماضية لم تخل منصات التواصل في مصر من تداول اسم الداعية المصري الشهير والراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد حملة شرسة شنتها وسائل إعلام مصرية ومثقفون وإعلاميون ضد الشيخ الراحل، جعلت الأزهر ينتفض للرد والبرلمان يتحرك للمساءلة.
والبداية كانت مع الساعات الأولى لانطلاق العام الجديد، حيث قرر المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، الإعلان عن خطة عمل البيت الفني للمسرح لعام 2023 من خلال مؤتمر صحافي بالمسرح القومي، وأعلنت خلاله وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني عن انطلاق مبادرتي "ولد هنا"، و"مسرح السيرة".
بداية الجدل
وتردد أن هناك عملاً فنياً لإعادة صياغة سيرة الشعراوي درامياً لتقديمها على المسرح القومي وأن الفنان كمال أبو رية سيجسد شخصية الداعية الراحل في أول عروض مبادرة مسرح السيرة رمضان المقبل.
بدوره، أكد الفنان إيهاب فهمي، مدير المسرح القومي، تلك الأنباء وأن العرض سيتناول سيرة الإمام ونشأته وحياته وأهم المواقف التي مر بها.
وأضاف أنه سيتم إطلاق أمسيات ثقافية وفنية تحت شعار السيرة، تستعرض تاريخ القامات المصرية في كافة المجالات بهدف التعريف بتاريخ هذه الرموز وتأثيرها في مسيرة التنوير في مصر عبر التاريخ.
وقال إنه من بين هذه الرموز على سبيل المثال، الدكتور أحمد زويل، والأديب العالمي نجيب محفوظ، والفيلسوف زكي نجيب محمود، والإمام محمد عبده، وأمير الشعراء أحمد شوقي، والموسيقار محمد عبدالوهاب، والفنان زكي طليمات، والشاعر صلاح جاهين، والشاعر صلاح عبدالصبور، والفنان التشكيلي محمود سعيد، والشاعر فؤاد حداد.
لكن الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، تدخلت سريعاً بعد خروج حملة هجوم ضد الشيخ الشعرواي، مشددة على أن هذا الإعلان ليس حقيقياً على الإطلاق، وأن اسم الشعراوي كان مطروحاً على سبيل المثال وليس تأكيداً، ولم يتم الإعلان عن هذا العمل أو الأعمال الأخرى.
وكشفت أن اسم الشعراوي عليه تحفظات كثيرة، موضحة خلال مداخلة هاتفية على فضائية "القاهرة والناس" أنه كان هناك اقتراح مقدم بعمل أمسيات عن بعض الشخصيات الدينية في شهر رمضان، وأن هذا كان مقترحاً مقدماً من مدير المسرح القومي، ولم يُعرض على اللجنة حتى الآن.
كما أشارت إلى أن الفنانة سميحة أيوب على رأس هذه اللجنة التي تختار الشخصيات الدينية التي سيجري إقامة أمسيات لها على المسرح القومي.
وأكدت أن اسم الشعراوي كان مطروحاً على سبيل المثال وليس تأكيداً، موضحة أنه لابد أن يكون هناك اختيار لشخصيات تنويرية مؤثرة في المجتمع في كافة المستويات على المسرح القومي ويكون لها أثر إيجابي من الناحية التنويرية لمكافحة الفكر المتطرف.
هجوم شرس
إزاء ذلك بدأت حملة الهجوم على الداعية الراحل حيث تقدمت البرلمانية فريدة الشوباشي بطلب إحاطة في مجلس النواب ضد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء والدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، متسائلة "كيف يقوم المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة بإنتاج مسرحية عن الشيخ الشعراوي الذي سجد لله شكراً على هزيمة 67 وقال بثقة إنه فرح لهزيمة مصر؟".
و تابعت "كيف يمكن توطيد شعور الانتماء الوطني لمشاهدي هذه المسرحية خاصة أن الشعراوي حرم الفن وأموال الفن إضافة إلى تحريضه على عدم وضع النقود في البنوك، لأن "فوائد البنوك حرام".
وعقب ذلك شن الإعلامي إبراهيم عيسى هجوماً أيضاً في برنامجه على فضائية "القاهرة والناس" وعرض فيديوهات للشيخ الشعراوي عن رأيه في المرأة وضرب الزوجات وعمل المرأة.
الأزهر يرد
في المقابل، وإزاء هذا الهجوم لم يقف الأزهر صامتاً بل تدخل بقوة للدفاع عن أحد أبنائه ورد مفنداً كافة تلك الاتهامات.
وأكد الأزهر أن إمام الدعاة الشيخ الشعراوي مثال للعالِم الوسطي المستنير، موضحا أن الناس كانوا ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم، وارتبط وجدانهم بحديثه وخواطره حول كتاب الله عز وجل.
وقال الأزهر إن للشيخ مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودا موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله، وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة، لا سيما الشباب منهم.
مستشار السيسي يتدخل
من جانبه انتقد الدكتور أسامة الأزهري، المستشار الديني للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مهاجمي الشيخ الراحل، مؤكداً أن الشعراوي في نظره ونظر أبناء الأزهر وأبناء المدارس العلمية المختلفة يمثل نموذجا مشرفا من أئمة العلم والهدى والدين على طراز أئمة الإسلام الكبار، ومن أعظم ثمرات الأزهر الشريف خلال القرن الماضي.
ووصف الأزهري الشعراوي بأن كان أحد أبواب تجديد الخطاب الديني، لافتاً إلى أن مشروعه في تفسير القرآن وجد آذانا واعية، وصدى في قلوب ووجدان المصريين، وتعلقت قلوب المواطنين بهذا الإنسان العظيم الذي ملأ قلوبهم.
ووصف الشعراوي بحائط الصدِّ الذي حمى المصريين من التطرف، مضيفا أنه ومنذ خمسين سنة والإمام الراحل يملأ الدنيا علما، فما رأينا أحدًا أراق قطرة دم، ولا حمل السلاح، ولا صار داعشيًا بسبب كلمة سمعها من الشيخ الشعراوي.
"تجاهل المسيئين"
إلى ذلك طالب المهندس عبد الرحمن مصطفى، مدير أعمال الشيخ الشعراوي السابق، الجميع بتجاهل الأشخاص الذين يسيئون له، مؤكدا في تصريحات لـ"العربية.نت" أن الشيخ الشعراوي تعلق به الجميع منذ الصغر وكان الرد الأبلغ على هولاء المسيئين هو بيان الأزهر الشريف الذى أنصف إمام الدعاة.
وقال مصطفى إنه يوجد أشخاص يثيرون الفتن ويتحدثون عن شيخ تعلق به الجميع في تفسيره للقرآن الكريم، مؤكداً أن أبناء الشيخ الشعراوي لا يعلقون على مثل الأفعال والتصرفات ولا يلقون بالاً لها.
تطاول ممنهج
في تطور آخر تقدم النائب كريم طلعت السادات، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، بشأن التطاول الممنهج على الشيخ الشعراوي، باعتباره رمزًا وطنيًا وقيمة وقامة دينية يعتز بها المسلمون والعرب، معتبرا الهجوم عليه بأنه أمر غير مقبول.
مولده وسيرته
يشار إلى أن الشيخ محمد متولي الشعراوي ولد في 15 أبريل/نيسان عام 1911، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة.
وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
بعد حصوله على الثانوية الأزهرية أصرّ والده على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940.
ومن أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966، ووزير الأوقاف وشؤون الأزهر في العام 1976، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى 1980.
للشيخ الشعراوي مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن والأدلة المادية على وجود الله وأنت تسأل والإسلام يجيب والإسلام والفكر المعاصر قضايا العصر وأسئلة حرجة وأجوبة صريحة.
توفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 17 يونيو من العام 1998.

مواضيع قد تهمك