شريط الأخبار

"تجفيف" الإعلانات عن مواقع إلكترونية تمييز وظلم فاحش

تجفيف الإعلانات عن مواقع إلكترونية تمييز وظلم فاحش
كرمالكم :  
علي سعادة
تشتكي عدة مواقع إلكترونية مستقلة من ظاهرة جديدة تتمثل في تجفيف الإعلانات عن هذه المواقع ومنع نشر أية إعلانات فيها بإيعاز رسمي حسب ما رشح من معلومات ذكرها الناشرين والمحررين في هذه المواقع. 
ولمس القائمون على مواقع "جو24" و"سواليف" و"نيسان نيوز" على وجه التحديد بأن شركات ومؤسسات كبرى توقفت عن نشر إعلاناتها في هذه المواقع، ملمحين إلى أن تعليمات غير مباشرة صدرت بعدم نشر أية إعلانات في هذه المؤسسات الصحافية إلا بعد "تعديل خطها" التحريري . 
وتخالف هذه المواقع ومواقع أخرى التيار السائد في التملق للحكومات والإشادة بها بمناسبة أو بدون مناسبة، وتطرح أحيانا رأيا مختلفا في محاولة منها لكشف مواطن الخلل والتحذير منها واقتراح حلول لها. 
لا تصنف هذه المواقع بوصفها معارضة، فهي مواقع صحافية مستقلة تتمسك بالمهنية وبجميع أدوات العمل الصحافي وتراقب نفسها، ولا تنشر أية أنباء أو مقالات تمس بالنسيج الاجتماعي أو تثير النعرات والخلافات المذهبية والدينية وغيرها. والأهم أنها لا تمارس عملية الابتزاز للشركات وللأفراد لدفعهم لنشر إعلانات أو غيرها من "الخاواة" التي يمارسها البعض باسم الصحافة زورا وبهتانا. 
ويشرف على هذه المواقع صحافيون مهنيون وأسماء كبيرة لها باع طويل في مهنة الصحافة ولديهم حس بالمسؤولية الوطنية والمهنية يجعلهم يقفون أمام رقابة ذاتية دائمة. 
ولن نتحدث عن موقع السبيل الإلكتروني فهو بالأصل لا يحصل على أي شيء من كعكة الإعلانات التي تذهب غالبيتها لمواقع ومؤسسات صحافية تدور بفلك الحكومة، وتسبح باسمها في الصباح والمساء وحتى في أوقات الفراغ وما قبل وما بعد القيولة. 
الاختلاف مطلوب ويجب أن يكون هناك اختلاف وخلاف وتباين في وجهات النظر، وإذا لم يكن هذا الاختلاف موجودا فعلى الحكومة أن توجده لأنه يساعدها على رؤية الأمور من زاوية مختلفة تماما، ومن زاوية معتمة لا تصلها الأضواء. 
المواقع والمؤسسات الصحافية تختنق وتموت إذا لم تحصل على الإعلانات التي تنفق منها على نفسها، كما أن هناك كلف تشغيلية لأي مؤسسة إعلامية ودفع هذه الكلف يكون عن طريق الإعلانات التي تنشرها بعض المؤسسات دعما منها للصحافة حتى تقوم برسالتها الوطنية على أفضل وأكمل وجه. 
من الواضح أن الحكومة لا تقف على مسافة واحدة من جميع المؤسسات الإعلامية، فهناك مدللون ومقربون يحظون بكل الحب ومعه الإعلانات والدعم المادي المباشر وغير المباشر. 
تجفيف الإعلانات عن بعض المواقع اعتداء واضح ومباشر على حرية التعبير وعلى العدالة وفيه ظلم وتميز واضح لا يحتاج إلى عين لامحة للإمساك به. كما أن من شأن استمرار هذا النهج أن يغلق هذه المواقع بشكل كامل ونهائي ويقطع أرزاق العشرات من العاملين في هذه المواقع.
السبيل

مواضيع قد تهمك