شريط الأخبار

بين حق الاعتكاف وباطل القرابين.. حذار أن ننزلق لهذا

بين حق الاعتكاف وباطل القرابين.. حذار أن ننزلق لهذا
كرمالكم :  
عبدالله المجالي
يستعد المستوطنون اليهود لإقامة طقوسهم التلمودية داخل المسجد الأقصى بالتزامن مع العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
تقول الأنباء إن منظمات ما يسمى "جبل الهيكل" المزعوم أقامت اليوم الأحد، تدريبات لتقديم قربان (الفصح اليهودي) الذي يصادف في العشر الأواخر من رمضان.
وبموجب تلك الطقوس فقد تم نصب مذبح على السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، وسيصار إلى ذبح عنزة وسلخها كتدريب للمستوطنين استعداداً لتقديم القربان الحقيقي في المسجد الأقصى عشية عيد الفصح اليهودي.
ولأن سلطات الكيان الصهيوني تمنع ذبح القرابين في المسجد الأقصى؛ خوفا من استفزاز مشاعر ملايين المسلمين في العالم، إلا أن المستوطنين يحاولون في كل عام فعل ذلك، وهو يضعون جوائز قيمة لمن ينجح في ذبح القربان داخل المسجد الأقصى.
وكعادة الكيان الصهيوني، فإنه يعتبر منعه لليهود من إقامة طقسهم في المسجد الأقصى تنازلا كبيرا منهم يستلزم تنازلا من الطرف الآخر!! فهل حدث هذا من قبل؟! وهل سيحدث هذا العام أيضا؟!
إنه لمن الخطورة بمكان أن يتم التعامل مع سياسة الكيان الصهيوني هذه كتنازل أو بادرة "حسن نية" ومن ثم تقديم تنازل مقابلها!!
تكمن خطورة ذلك، لو حدث، في أنه اعتراف بأن لليهود حق في المسجد الأقصى، لكنهم تنازلوا عنه. كما يعني أن لليهود حق كما للمسلمين حق، ويجب التفاهم للوصول إلى حلول وسط في لحظة ما، منها التقسيم الزماني والمكاني.
إن التعامل مع منع السلطات الصهيونية لذبح القرابين للمسجد الأقصى كأنه تنازل منهم منزلق خطير يساوي بين الحق الإسلامي الخالص في المسجد الأقصى وبين باطل اليهود وهيكلهم المزعوم.
هناك حق وهناك باطل، ولا يجوز أن يقدم أي تنازلات للباطل لأن ذلك اعتراف أن له حق أو بعض حق.
قد يذهب البعض في هذه المسألة الخطيرة مذاهب الدبلوماسية والحلول الوسط، ومذاهب أن "لا أحد يحتكر الحقيقة"، وأن "كل واحد يعتقد أن الحق معه"، وهذه لعمري مزالق قد نجد أنفسنا حينها نوقع على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى!
وعلى هؤلاء أن يعلموا أن مسألة الأقصى لا تحتمل تلك المذاهب، فهو حق خالص للمسلمين ليس في عقيدتهم فقط، بل وفق القانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، وحتى في وثائق الاستعمار البريطاني التي أكدت أنه ليس لليهود أي ملكية في المسجد الأقصى المبارك.
فإياكم بجهلكم أو بسذاجتكم أو بأي شيء آخر أن ترسخوا حقاً لليهود في المسجد الأقصى!!
السبيل

مواضيع قد تهمك