ليست أن (73%) من الأردنيين لا يتابعون ما قامت أو تقوم به الحكومة، وليست أن (35%) فقط من الأردنيين يعتقدون أن الحكومة كانت قادرة على تحمل مسؤوليات المرحلة الماضية، وليست أن (74%) من الأردنيين يعتقدون أن الأمور في الأردن تسير في الاتجاه السلبي، وليست أن (80-85%) من الأردنيين يرون أن السياسات والإجراءات الاقتصادية الحكومية فشلت في التخفيف من الأعباء الاقتصادية أو الحد من ارتفاع الأسعار أو تقليل نسب الفقر والبطالة، وليست أن (90%) من الأردنيين لا يعرفون عن خطة تحديث القطاع العام، وليست أن (83%) من الأردنيين يعتقدون أن الأوضاع الاقتصادية في الأردن تسير في الاتجاه السلبي حاليا، وأن (61%) منهم يرون أن وضعهم الاقتصادي اليوم أسوأ مما كان عليه قبل 12 شهر، وليست أن (4%) فقط من الأردنيين سمعوا عن الأحزاب الجديدة، وأن (2%) منهم فقط يتابعون نشاطات الأحزاب، و)1%) فقط منهم يفكرون في الانضمام إلى حزب سياسي.

من وجهة نظري فإن أخطر نتيجة أظهرها الاستطلاع هي في بند ما أطلق عليه "الثقة المجتمعية".

أكد الاستطلاع تراجع الثقة المجتمعية، حيث تبين أن الغالبية العظمى من الأردنيين لا تثق بمعظم الناس؛ حيث إن 78% من الأردنيين يعتقدون أنه لا يمكن الثقة بأغلبية الناس، واللافت أن هذه النسبة زادت عند الشباب (18 إلى 34) ووصلت إلى (81%).

ويظهر الاستطلاع أن ثقة الأردنيين محصورة في عائلاتهم، حيث أفاد 94% بأنهم يثقون بالعائلة، وأن ثقتهم بالدرجة الثانية تمتد إلى المعارف والأصدقاء (68%)، والجيران والمعارف (68%)، ومن ثم أفراد العشيرة (65%).

الأخطر من ذلك هو أن تلك النسب ارتفعت بمقدار (9) نقاط مقارنة باستطلاع تشرين الأول 2022، أي خلال ستة أشهر فقط.

يصف الاستطلاع الثقة المجتمعية بـ"رأس المال الاجتماعي" الذي يرى أنه يتآكل.

تلك النتائج الصادمة تظهر المجتمع الأردني وكأنه مجتمع مفكك لا يثق ببعضه البعض، ومجتمعات فيها مثل هذه الصفة يسهل اختراقها من قبل جهات خارجية.

ومن الانعكاسات الخطيرة لغياب الثقة المجتمعية أو تآكل رأس المال الاجتماعي هو أن المجتمع قابل للتفجر بسهولة، وأن أي مشكلة يمكن أن تتفاقم بسرعة.

أتمنى أن تكون نتائج الاستطلاع خاطئة، ومع ذلك فهي تدق ناقوس خطر قد لا يدركه كثيرون.

نتيجة خطيرة أخرى قد لا تقل عن الأخرى هي أن الاستطلاع أظهر أن (64%) من الأردنيين يثقون بالقضاء!!

السبيل