شريط الأخبار

شعب عربي جديد ينضم إلى قائمة اللاجئين

شعب عربي جديد ينضم إلى قائمة اللاجئين
كرمالكم :  
علي سعادة
شعب عربي آخر حكم عليه أن يعيش حياة اللجوء والتشرد عن وطنه، إثر قتال عبثي وسوداوي بين أبناء العروبة، مكملا دائرة التشرد التي مر بها ملايين العرب في السنوات العشر الأخيرة، ولا يزالون.
والتشرد ليس فقط حرمان من الأمن والأمان، والابتعاد عن الوطن ومصدر الرزق، وإنما هو أيضا فقر وجوع ومهانة وتجارة بالبشر واستغلال للعنصر البشري في كل ما يناقض القيم الإنسانية.
عشرات الآلاف من السودانيين الذين يبحثون الآن، بعد إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، عن طريقة للهروب من بلد اجتاحته حرب لم يسعوا إليها، ولا مصلحة لهم فيها إطلاقا، وإنما هي بين طرفين يتصارعان على كرسي الحكم مهما كان الثمن.
خمس دول تشكل طرقاً للهروب البري للسودانيين: مصر وليبيا وجنوب السودان وإثيوبيا واريتريا، وتشاد. وما يحدد هوية البلد هو مدى قرب حدودها من مناطق اللجوء.
وربما تكون مصر هي الخيار الأفضل بحكم العلاقة التاريخية واللغة وتقارب العادات والتقاليد، لكن الذهاب إلى الحدود المصرية لن يكون بهذه السهولة فهم سيضطرون إلى عبور الخرطوم، عبر طريق بطول 1000 كيلومتر عبر الصحراء، ويبقون محاصرين في المنطقة المحظورة، بدون مأوى أو طعام، في حرارة شديدة لمدة ثلاثة أيام بينما ينتظرون استكمال الإجراءات الجمركية.
وأعاد موضوع اللاجئين السودانيين الحديث حول المعايير المزدوجة المطبقة على اللاجئين مقارنة باللاجئين الأوكرانيين وكيف فتحت لهم أبواب أوروبا، وبالطبع لن ترحب بهم أوروبا فهم أفارقة بالنسبة للغرب.
ومن سخريات الحروب الأهلية العبثية أن السودان يضم نحو مليون لاجئ فروا من الحروب من دول الجوار يعانون من ضعف شديد ناهيك عن السلب والنهب والانتهاكات التي يمارسها أطراف الصراع ضدهم.
ملايين العرب تركوا بيوتهم ومصالحهم ومصادر رزقهم بحثا عن الأمان وهربا من جنون الجنرالات والمرتزقة والسياسيين والقادة المحليين الباحثين عن السلطة والثراء بأي ثمن.
على امتداد مساحة الوطن العربي ينتشر اللجوء والفقر العربي ويتسع، لأن من أشعل النيـران لا يريد أن يطفئها، فهي تمده بشريان الحياة الذي يحرق غيره، بالنسبة لجشعه وقسوته وجوعه للسلطة فإن أي وسيلة مقبولة، حتى لو كانت التحالف مع أعداء تاريخيين لشعبه العربي.
السبيل

مواضيع قد تهمك