شريط الأخبار

النزيف الاستراتيجي الإسرائيلي في إقليم متغير

النزيف الاستراتيجي الإسرائيلي في إقليم متغير
كرمالكم :  
حازم عيّاد
حادثة معبر العوجا المصري مع الكيان الاسرائيلي التي قتل فيها 3 جنود صهاينة على يد شرطي مصري استشهد لاحقا خلال ملاحقته لمهربين بحسب الرواية المصرية؛ طغت على سائر الاحداث والاخبار بعد ان نشرت الذعر والارتباك لدى المؤسسة الامنية الاسرائيلية مستنفرة قواته على كامل القطاع الحدودي مع جمهورية مصر العربية.
الحادثة رغم اهميتها الا انها لا تتفوق استراتيجيا عما كشفه قائد البحرية الإيرانية (شهرام إيراني) صباح اليوم السبت؛ بأن طهران والرياض تخططان لتشكيل تحالف بحري الى جانب ثلاث دول خليجية و الهند وباكستان بهدف "جلب الأمن" إلى المنطقة.
ما كشفه (شهرام) يمثل انتكاسة استراتيجية مزدوجة للكيان الاسرائيلي وللولايات المتحدة الامريكية؛ اذ جاء بعد يوم من اعلان الامارات العربية انسحابها من القوة البحرية الموحدة التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج العربي والبحر الاحمر التي تضم 38 دولة ضمن ما يعرف بالقيادة الامريكية للمنطقة المركزية التي تدار من المنامة عاصمة البحرين بقيادة براد كوبر قائد الاسطول الخامس الامريكية؛ وهي المنطقة التي انضمت الكيان الاسرائيلي اليها العام الماضي بعد ان كان يتبع لمنطقة العمليات في اوروبا على امل ان يصبح جزءا من البنية الامنية للمنطقة ودولها العربية.
رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري من ناحيته عبر عن قدرة بلاده التعاون مع جيرانها لضمان أمن مياه الخليج والملاحة في المنطقة، في " أعقاب التوترات المستجدة مع الولايات المتحدة في هذا الممر الحيوي؛" بحسب قوله، مؤكد بذلك التوجات لتشكيل قوة اقليمية في المنطقة بعيدا عن الوصاية الامريكية التابعة للقيادة المنطقة المركزية بقيادة الجنرال الامريكي كوريلا.
الاعلان الايراني جاء بعد اسابيع قليلة من افتتاح السفارة الاماراتية في طهران ابريل نيسان الماضي؛ فالتحالف الذي سيشمل الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والعراق وباكستان والهند؛ جاء بعد الانفراجه الكبيرة في العلاقات الخليجية الايرانية التي اعقبت المصالحة السعودية الايرانية التي رعتها الصين في العاصمة بكين من شهر شباط/ فبراير الماضي.
التقارب الايراني مع دول الاقليم سار في خطى متسارعة حيث التقى وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان للمرة الثانية في اقل من شهرين بوزير الخارجية السعودي فيصل الفرحان؛ ولكن هذه المرة في كيب تاون عاصمة جنوب افريقيا على هامش الاجتماعات التحضرية لقمة دول مجموعة (بريكس) المتوقعة في آب/ اغسطس المقبل؛ التي تضم كل من الهند وجنوب افريقيا وروسيا والصين والبرازيل لتتحول المجموعة الى ساحة جديد للتعاون والتقارب بين البلدين في مجالات اقتصادية وضمن مؤسسات ناشئة وواعدة دوليا.
فأمير عبداللهيان اعتبر بريكس فرصة جديدة للتعاون متعدد الأطراف بين إيران والسعودية والدول الأعضاء الأخرى في هذه المجموعة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية؛ في حين اكد فيصل بن فرحان خلال هذا اللقاء عن ارتياحه للتقدم الجيد للغاية الذي تحقق في العلاقات الثنائية الايرانية السعودية.
التطور في العلاقات الايرانية الخليجية يتوقع ان ينعكس على علاقاتها بالدول العربية كافة؛ اذ أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني (عباس كلرو)، أنه وجه دعوات لمجموعات برلمانية من مصر والأردن لزيارة طهران معربا عن امله بإنجاز هذه الزيارات بأقرب وقت.
التقارب العربي الايراني حظى برعاية صينية روسية في مختلف المجالات والمستويات السياسية والاقتصادية الامنية سواء عبر منظمة شنغهاي للتعاون او عبر مجموعة بريكس،جامعا بين الدول ذات المصالح المشتركة في اتفاق اوبك بلس او ضمن القوة البحرية المتوقع انشائها في منطقة الخليج العربي والبحر الاحمر بمشاركة هندية باكستانية ورعاية صينية باتت مرجحة. 
التقارب العربي الايراني المتسارع برعاية روسية صينية تحول الى نزيف استراتيجي للكيان الاسرائيلي، بتاجيل منتدى النقب سئ الصيت بعد ان اكدت الرباط عدم توافر النية لانعقاده، وباعلان وزير الخارجية الامريكي تحركة نحو الرياض في السادس من حزيران/ يونيو الحالي في ما يشبه سباقا مع الزمن لمواجهة التطورات الخطيرة في المنطقة التي بدلت الاولويات في واشنطن، بالغاء زيارة مقررة الى الكيان الاسرائيلي الاسبوع المقبل؛ مثيرا استياء المسؤوليين في الكيان الطامحين لعقد قمة بين بايدن ونيتناهو في القريب العاجل.
ختاما.. الكيان الاسرائيلي فقد رؤيته الاقليمية ما دفعه للتحرك باتجاه احادي نحو واشنطن على امل وقف النزيف الاستراتيجي الاقليمي والمحلي؛ فمستشار الامن القومي في الكيان تساحي حنغبي و وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يعقدان لقاءات مع المسؤوليين الامريكان حول الملف النووي الايراني والتطورات في الاراضي الفلسطينية في واشنطن؛ في حين يستعد مدير (الشاباك) جهاز الامن الداخلي في الكيان الاسرائيلي رون بار لزيارة واشنطن الاسبوع المقبل لمناقشة مستقبل السلطة في رام الله وتاكل الردع الاسرائيلي، تحركات لن توقف النزيف الاستراتيجي الاسرائيلي في اقليم سريع التغير، فامريكا عاجزه عن تضميد جراحها ا قوف نزيفها الذي تزيده حكومة الائتلاف الاسرائيلي بقيادة نتنياهو سوءا.
السبيل

مواضيع قد تهمك