شريط الأخبار

بدء التحضير لمرحلة ما بعد محمود عباس

بدء التحضير لمرحلة ما بعد محمود عباس
كرمالكم :  
علي سعادة
التقارير الصحافية التي تتحدث عن صحة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية تؤكد أن محمود عباس (أبو مازن) بات في وضع صحي لن يمكنه من القيام بمهامه وبدوره المطلوب منه وفق "اتفاقية أوسلو" وما تبعها من اتفاقيات.
عدم وجود بديل جاهز لخلافة "أبو مازن" مقلق لجميع الأطراف، ليس لأن عباس قياديا يمتلك كاريزما يصعب تعويضها، فهذا الأمر ليس في الحسبان أصلا فالرجل لا يتحلى بهذه الصفة، وإنما لوجود طامعين وطامحين لوراثته سياسيا، وبالتالي مخاوف من وجود صراعات داخلية وبالتالي الفوضى.
ومن الممكن جدولة طموحات المتنافسين على مقر الرئاسة في المقاطعة برام الله، بين الأطراف الأكثر نفوذا وطموحا، ومن الممكن توزيع الغنائم بين هذه الأطراف بحيث لا يحدث أي صدام في صفوفها، ورضا كل طرف بحصته من الكعكة الفلسطينية التي تسيل لعاب فريق التنسيق الأمني.
طرف الصراع الأكثر حضورا وتأثيرا لدى قطاع الشباب ولدى الصف الثاني من القيادات والقواعد الشعبية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) هو الأسير مروان البرغوثي القيادي المحكوم بأربعة مؤبدات.
وفي حال أجريت انتخابات رئاسية فلسطينية وترشح البرغوثي فهو الفائز بالأغلبية بغض النظر من كان منافسه وبالتالي ليحل مكان عباس (88 عاما).
لكن البرغوثي لا يحظى بدعم قياديات الصف الأول في "فتح" وفي اللجنة المركزية وأبرزهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لـ"فتح" حسين الشيخ الذي يعتبر نفسه الأحق بوراثة عباس، ويحضر نفسه لهذه المهمة.
وقد حاول الشيخ تجاوز حالة الرفض له داخل المركزية، عبر توفير امتيازات مالية جديدة لقياداتها في محاولة لشراء ولائهم، إلّا أنه اصطدم برفض متجدد من قبل جبريل الرجوب ومحمود العالول.
وعلى رغم معارضة الشيخ تبني البرغوثي كوريث لعباس، إلّا أنه وجد في الحديث عنه وسيلة لإحباط أي تحرك للرجوب والعالول ضده خلال الفترة المقبلة.
الشيخ يراهن على أن سلطات الاحتلال لن الإفراج عن البرغوثي، باعتباره شخصية غير مرغوب فيها، لأنه لن يسير على نهج عباس، فهو بالنسبة للإسرائيليين، مثل ياسر عرفات يفاوض ويقاوم في نفس الوقت، وعندها ستكون الأطراف الفاعلة في الساحة الفلسطينية أمام خيار وحيد: الشيخ نفسه.
وحسب ما رشح في تقارير سابقة، دولة الاحتلال ترغب في تصعيد الشيخ، أو ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية إلى خلافة عباس، بالنظر إلى توافق رؤيتهما مع رؤية أبو مازن الرافضة للمقاومة المسلحة بشكل قطعي.
عباس كان بحاجة إلى زيارة المستشفى الاستشاري في رام الله لإجراء فحوصات طبية خلال الأسابيع الماضية، إلّا أنه فضل عدم الذهاب والإتيان بالأطباء إليه وإجراء الفحوصات له داخل مقر المقاطعة في رام الله.
وهو ما أكدته أيضا صحيفة الأخبار اللبنانية استنادا إلى مصادر في "فتح" رفضت الإفصاح عن هويتها، وأضافت "استُدعي الأطباء مرات عدة لإجراء فحوصات للرئيس أبو مازن، فيما خضع أيضا لفحوصات عاجلة في الأردن بشكل سري، قبل توجهه إلى الأمم المتحدة".
القيادات المركزية في "فتح" كانت تتقصى خلال الفترة الأخيرة التقارير الطبية حول الوضع الصحي لعباس، وهي بدأت بشكل فعلي التجهيز لمرحلة ما بعده.

مواضيع قد تهمك