شريط الأخبار

الورش لن تصنع منك عبقرياً: موهبتك هي الأساس

الورش لن تصنع منك عبقرياً: موهبتك هي الأساس
كرمالكم :  
علي سعادة
هل من المعقول في عصر الإنترنت والذكاء الاصطناعي وبرامج الدردشة التي تجيبك على كل شيء أنه لا يزال هناك من يعقدون دورات مدفوعة تعلمك كيفية التغلب على التردد وفن الارتجال ولغة الجسد والتأثير بالجمهور، وكيف تثق بنفسك وكيف تكتب سيرتك الذاتية وكيف تتصرف في مقابلة للعمل..وأشياء أخرى؟!
هل يمكن حقا لورشة لمدة يومين بواقع 4 ساعات يوميا أن تعيد بناء شخصية إنسان ممزق وأن تعيد بناء نسيج روحه؟!
في ورشة عمل حول المقالة في مؤسسة شومان شارك فيها عدد من الشابات والشبان قلت لهم بأن أي كلام نظري عن المقالة لا يفيد؛ لأنك تستطيع الحصول على مئات المعلومات من الإنترنت ومن الكتب عن المقالة، لذلك دعونا نقرأ ماذا كتبتم ونناقشه ودعونا نكتب المقالة بتقسيمها التقليدي، كمقدمة وجسم (تفاصيل ومحتوى) وخاتمة.
قلت لهم المقالة بأن تمتلك أولا وأخيرا أدوات الكاتب، ثم ضع أسلوبك في ترتيب أفكارك بلغة سهلة مفهومة دون استعراض لقدراتك اللغوية، استخدم صور فنية في التعبير عن بعض الأفكار .
الدورة تفيدك فقط إذا امتلكت الموهبة وكان عندك الاستعداد فقط.
التعريف النظري بأي محتوى لم يعد يفيد، يكفي عشر دقائق تقدم فيها فكرة عن الموضوع، والباقي موهبة وشخصية الكاتب.
هل من الممكن إذا حضرت دورة حول كتابة القصة القصيرة أن أصبح قاصا مثل غسان كنفاني، هل من الممكن أن أصبح عبقريا في الدراما إذا شاهدت جميع أفلام آل باتشينو ومارلون براندو وروبرت دي نيرو ومحمود المليجي وأحمد زكي ومحمود مرسي وعبد الله غيث؟!
هل إذا قرأت المعلقات والمتبني والبحتري وأبو تمام وأحمد شوقي، ولم تكن موسيقى الشعر وبلاغته وبيانه وبناء القصيدة جزءاً من جهازي العصبي، هل أصبح شاعرا يشار إليه بالبنان؟!
مر على مهنة الصحافة زملاء وزميلات كثر، البعض منهم ترك بصمته ولمسته وبعض الحبر على أصابعه، والبعض الآخر لم يحسن بناء شخصية خاصة به، ولم يترك أثرا وبقي يدور في فلك الحكومات.
لا تصدقوا أنهم يستطيعون أن يجعلوا من أي شخص خبيرا في الإدارة والتسويق الإلكتروني وقيادة فريق عمل وكتابة السيناريو والمشاريع الريادية والإنتاجية والتحرير وغيرها بورشة على مدار يومين.
نفهع أن الشباب يندفع للمشاركة في عدة دورات رغم قناعته، ربما بعد جدواها، لأنه يريد إضافة عناوين هذه الدورات لسيرت الذاتية لعل وعسى يجد من خلالها وظيفة وسط هذا الكساد والبطالة.
في جميع الأحوال لا تركن على أحد، اُصقل موهبتك، اشتغل على نفسك واتعب عليها، وذات يوم ستصل بقدراتك الذاتية رغم أن كثيرين يصلون بطرف أخرى أسهل، لكنها ليست طريقك أبدا.
السبيل

مواضيع قد تهمك