شريط الأخبار

تهديدات نتنياهو المبطنة للأردن

تهديدات نتنياهو المبطنة للأردن
كرمالكم :  
حازم عيّاد
كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11) اليوم الثلاثاء، عن تحذير جديد لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مما اعتبره مخاطر محدقة بـ"إسرائيل"، جراء عدم إحكام إغلاق الحدود مع الأردن عبر بناء جدار على طول المناطق الحدودية، مدفوعا بأسباب أمنية، اذ نقل عنه القول إنه "إذا لم تغلق إسرائيل حدودها الشرقية؛ فلن تظل دولة يهودية".
التصريحات بحسب القناة 11 صدرت عن نتنياهو خلال جلسة عقدتها حكومته في الأيام الماضية، وذلك في أعقاب إعلانه، مطلع الشهر الجاري، نية حكومته بناء جدار على طول الحدود مع الأردن لمنع "تسلل" طالبي اللجوء إلى الكيان المحتل بحسب زعمه.
لا أحد يعلم ما يدور في رأس نتنياهو وأركان حكومته الفاشيين، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، كما يصعب الجزم بالاهداف الكامنة خلف الاعلانات المتكررة بوجود تهديد قادم من الحدود الاردنية، تارة بحجة اللجوء الى واحة العنصرية والفاشية الاسرائيلية الوحيدة في المنطقة، وتارة اخرى لاسباب امنية تتعلق بتهريب السلاح وتصاعد المقاومة في الضفة الغربية.
الخطير في الامر، أن التحذيرات المتكررة لنتنياهو من موجة لجوء كبرى عبر الحدود الاردنية؛ ترافقت مع اعلان الموساد (جهاز الامن الاسرائيلي الخاص بالعمليات الخارجية) اشتراكه في تحقيقات تمس عمليات تهريب السلاح والاعداد لعمليات مزعومة تعدها ايران عبر الحدود الاردنية، ما يجعل من التصريحات المتتابعة والمتوالية لاركان الحكومة والاجهزة الامنية الاسرائيلية استهدافا مباشرا للاردن وحدوده الغربية مع الكيان المحتل؛ استهداف لا يقتصر على بناء الجدار، بل وما وراء الجدار والاسياج الشائكة.
الكيان المحتل يرى في الاردن تهديدا وجوديا يجب ازالته وتفكيكه.. تهديدات تؤكدها التصريحات المبالغ فيها حول موجات لجوء كبرى قادمة من الشرق؛ فالقلق الكامن في عقول وقلوب قادة الكيان ومستوطنيه لا يقتصر على لبنان وسوريا، بل يمتد نحو مصر والاردن التي يصنفها كتهديد كامن، يجب ان يحتل اولوية في مخططات المؤسسة الامنية الاسرائيلية تبدأ ببناء الجدران والاسياج الشائكة، وينتهي بالوصاية الامنية الكاملة.
ختاما.. يبحث قادة الكيان بشقيهم الامني والسياسي عن طريق توصلهم الى ممارسة الوصاية الكاملة على الحدود، وادارة الشؤون الامنية وما وراءها، وصولا لاهداف أبعد بكثير من مجرد مواجهة التهديدات المزعومة نحو السيطرة المطلقة على طرفي الحدود، تتيح لهم فرض رؤيتهم السياسية والاقتصادية؛ فهم لا يشبعون، ولا يعرفون معنى الاكتفاء، وآخر ما يريدونه دولة مستقلة ومتماسكة على الطرف الشرقي من الحدود، وهو تهديد مستقبلي جدي ومبطن، يحتاج الى قراءة اردنية رسمية وشعبية معمقة واستشرافية لما يجب ان تكون عليه العلاقة مستقبلا
السبيل

مواضيع قد تهمك