شريط الأخبار

مؤتمر شطب حماس عام 1996

مؤتمر شطب حماس عام 1996
كرمالكم :  

عبدالله المجالي

أدت موجة من العمليات الاستشهادية التي نفذتها حركة حماس في منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى مقتل العشرات من الإسرائيليين، وفشلت أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية في مواجهة تلك الموجة، وانتشر الرعب والذعر بين الإسرائيليين، وبدأ صراخ قيادة الكيان يتعالى، فتداعت الولايات المتحدة كالعادة لإنقاذ حليفتها.
تم الدعوة لمؤتمر عالمي كبير في شرم الشيخ تحت عنوان "صانعي السلام"، وعرف إعلاميا بمؤتمر مكافحة الإرهاب، وكان في حقيقته مؤتمرا دوليا لـ"مكافحة وشطب وإنهاء حركة حماس".
مثل الأمم المتحدة أمينها العام بطرس غالي، والاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية مانويل مارين.
وانتهى البيان الختامي إلى التركيز على "استراتيجية شاملة تتناول تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط ومواجهة حركات العنف في المنطقة".
أقسى الكلمات ألقاها ياسر عرفات الذي قال: "قدمت إلى هنا اليوم لأنقل إليكم عزم الشعب الفلسطيني كله على مكافحة الإرهاب لاقتلاعه من أرضنا لأن حلم تقرير المصير الذي نحلم به لا يمكن أن يتحقق في بحر من الدماء والدموع، بل بالعمل الجاد لمكافحة إرهاب هذين الفصيلين المتطرفين والخطرين حماس والجهاد".
لكن مراقبين يرون أن عرفات اضطر إلى هذه اللغة "لمواجهة الحملة التي يتعرض لها من إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تتهمانه بالتخاذل في مكافحة الإرهاب".
بعد 27 عاما من ذلك المؤتمر الذي أطلق عليه "صانعي السلام" لم يستطع هؤلاء جلب السلام، بل تم جلب المزيد من الخراب والدمار والاستيطان وسرقة الأراضي، ومزيد من القتل للفلسطينيين، ومزيد من الانتهاكات للمقدسات والمسجد الأقصى، وتم تسليح جزء من الشعب الفلسطيني تحت عنوان "أجهزة الأمن" لحماية الأمن الإسرائيلي ومواجهة شقيقه الفلسطيني.
أعتقد أن 90 في المئة ممن شاركوا في تلك القمة رحلوا عن هذه الدنيا، وبقيت حماس، وهي ما زالت تقارع هذا الاحتلال البغيض الذي تداعوا لحمايته.

مواضيع قد تهمك