شريط الأخبار

3 حروب تواجهها غزّة .. هذه نتائجها

3 حروب تواجهها غزّة .. هذه نتائجها
كرمالكم :  

عوني الداوود

منذ 7 تشرين الاول/ أكتوبر (أي قبل نحو 38 يوما) فإنّ غزّة العزّة تواجه حروبا ثلاثة من المهم استعراض نتائج كل واحدة منها وفقا للمعايير المتعارف عليها:

*
أولا- الحرب العسكرية:
-
بعد مرور 38 يوما فإن نتائج الحرب العسكرية على غزة تؤكد ما يلي:

1 -
فشل ذريع لجيش (يزعم أنه لا يقهر) بتحقيق أهدافه في هذه الحرب وهي -كما أعلنها - القضاء على»حماس»، وتحرير الأسرى والرهائن، وكلا الهدفين لم يتحقق -ولن يتحق بإذن الله -.

2 -
رغم أن موازين القوى بين مقاومة «كتائب»، وجيش من أقوى جيوش العالم ومدعوم من الدولة الاقوى في العالم، ودول غربية جميعها تداعت لنجدتها، وبات البحر الابيض المتوسط يعجّ بحاملات الطائرات والبوارج البحرية وغيرها..وكلّها هرعت لنصرة جيش لم يحقق ولن يحقق نصرا.

3 -
ما تحقّق على الارض حتى الآن: «حرب إبادة» و«جرائم حرب» ترتكب ضد البشر والحجر.. وحتى يوم أمس الحصيلة منذ 7 أكتوبر في غزة (أكثر من 11 الف شهيد) و(أكثرمن 27 ألف جريح) معظمهم من الاطفال والنساء..اضافة الى (186 شهيدا) في الضفة الغربية.

-
اذا.. في المعركة العسكرية، وبمقاييسها، فان عدم تحقيق نصر للعدو الاسرائيلي بتحقيق هدفيه (المعلنين) يعد نصرا للمقاومة..والتي كانت قد حسمت المعركة العسكرية خلال الـ25 دقيقة الاولى يوم 7 تشرين الاول.
*
ثانيا -المعركة السياسية والدبلوماسية:
1 -
في هذه المعركة حققت اسرائيل في الاسبوع الاول..والثاني..انتصارات سياسية تمثلت بتعاطف سريع ومنقطع النظير من الولايات المتحدة ودول غربية التي هبّ زعماؤها شخصيا لزيارتها تعبيرا عن التعاطف والدعم والمؤازرة.

2 -..
ولكن، بعد أسبوع وأسبوعين..وبعد الشهر الأول تغيرت المواقف السياسية، بل حدث تراجع ايجابي في هذه «المعركة» كان أوضحها تصويت نحو 120 دولة في الجمعية العمومية للامم المتحدة مع قرار تقدّم به الاردن بدعم وتنسيق عربي لوقف الحرب وتقديم المساعدات الانسانية، شكّل منعطفا مهمّا في المعركة السياسية والدبلوماسية لصالح المقاومة الفلسطينية.

3 -
دول غربية تدعم اسرائيل صوتت مع وقف الحرب (فرنسا) وأخرى امتنعت (بريطانيا - ألمانيا -كندا) ..وهذا مهم.

4 -
التحركات واللقاءات الدبلوماسية والتي كان أولها جولة جلالة الملك عبدالله الثاني لعواصم أوروبية (بريطانيا- ألمانيا - إيطاليا) ثم لقاؤه الرئيس الفرنسي، غيّرت النظرة الاوروبية.. وغيّرت في الخطاب السياسي الغربي، وكان آخرها مطالبات الرئيس الفرنسي ماكرون لاسرائيل بوقف فوري للحرب والتي تعرض على اثرها لهجوم من قادة اسرائيل.
5 -
الاخطاء - بل الجرائم- التي ترتكبها اسرائيل، وحالة الانشقاق الداخلي العسكري والحزبي والشعبي، وملف الاسرى والرهائن..كل ذلك بات يؤثر على تصريحات نتنياهو ومجلس الحرب والوزراء ويتسبب بتخبط في التصريحات (منها/ضرب غزّة بالنووي- ونكبة غزّة) باتت تؤدي لتراجع في مواقف المجتمع الغربي الذي لم يعد مقتنعا بالروايات والاكاذيب الاسرائيلية خصوصا مع ضغوط الشارع الغربي على قادة بلاده.

6 -
بتنا نشهد تغيّرا ايجابيا في المواقف والتصريحات من مسؤولين غربيين تجاه غزّة والقضية الفلسطينية.
-
اذا..فنتيجة المعركة السياسية والدبلوماسية -وان كانت تبدو في صالح العدو الاسرائيلي حتى الآن- لأنها لم تسفر عن وقف الحرب، إلا أن الكفّة باتت تميل مع الوقت لصالح غزة وأطفالها وفلسطين وقضيتها.

*
ثالثا -المعركة الإعلامية:
1 -
السلاح الإعلامي مستخدم بقوة ومنذ اللحظة الاولى للتأثير على المعركتين العسكرية والسياسية وهو كذلك بالفعل..وقد كانت الكفّة في الاسبوع الاول لصالح سردية العدو الإسرائيلي المتحكم بأكثر من 80% من وسائل الاعلام الغربية واستطاع أن يقنع الغرب بروايات: (قتل المدنيين- تقطيع رؤوس الاطفال -اغتصاب النساء -الدفاع عن النفس-..الخ) ، لكن الهجوم المضاد بعد الاسبوع الأول، والتي لعب كثيرون فيها دورا رائعا منهم على سبيل المثال لا الحصر: تصريحات سفير فلسطين في لندن حسام زملط والاعلامي المصري باسم يوسف.. والتصريحات الأكثر تأثيرا -ولهذا كانت الأكثر مهاجمة من الاعلام الغربي اليهودي- تصريحات جلالة الملكة رانيا العبدالله لمحطة الـCNN، والتي كشفت بمهنية: (المعايير المزدوجة) وخاطبت الضمير العالمي.

2 -..
الضمير العالمي وبفضل ما تكشّف أمامه من حقائق وفظائع وجرائم ترتكب بحق الانسانية، نزل الى شوارع العواصم العالمية (أكثر من 300 الف شاركوا بمسيرة لندن أمس الاول) ..والرأي العام الغربي مؤثّر جداً على قرار حكوماته كونه يمثل (صوت الناخبين) القادرين على انجاح أو اسقاط الحكومات.

-
الانتصار الكبير المتحقق بدرجة كبيرة حتى الآن هو «الانتصار الإعلامي»..وهذا يعني:
أ)- عودة القضية الفلسطينية للمشهد الدولي.

ب) - كل المليارات التي صرفت في العقود الاخيرة لمسح فلسطين من ذاكرة الاجيال ذهبت هباء منثورا.

ج) - طول أمد الحرب سيزيد من ضغط الشارع وسيغير مواقف دول لن تقدر على السكوت وستنتهي الحرب دون أن تتمكن اسرائيل من تحقيق أهدافها.
-
أخيرا..لقياس أثر الربح والخسارة في المعارك المشار إليها أعلاه، انظروا لانعكاسات كل ذلك على الاقتصاد الاسرائيلي «المدمّر» والذي تزيد خسائره المباشرة وغير المباشرة على (200 مليار شيكل/51 مليار دولار- بحسب يديعوت احرنوت) .

الدستور

مواضيع قد تهمك