عبدالله المجالي
برغم
المواقف الحازمة المعلنة لكل من الأردن ومصر حول التهجير، وبرغم أن البلدين حشدا
مواقف عربية وإقليمية ودولية ضد تلك المخططات، إلا أنه يمكننا الجزم بأن الملف قد
أغلق تماما.
زيادة تصريحات
المسؤولين الصهاينة حول الموضوع وتواترها يعني أن هذا الخيار لا زال مطروحا على
طاولة المسؤولين الصهاينة.
يحاول الصهاينة
التفريق بين التهجير القسري والهجرة الطوعية، وفي هذا الصدد قالت وزيرة
الاستخبارات الإسرائيلية، غيلا غملئيل إنه "يجب تشجيع المجتمع الدولي على
تعزيز إعادة التوطين الطوعي للفلسطينيين خارج قطاع غزة، لأسباب إنسانية.. بدلا من
إرسال الأموال لإعادة إعمار القطاع".
ليست تلك
أفكارا قفزت إلى ذهن الوزيرة الصهيونية خلال مؤتمر صحفي، أو ردا على سؤال مفاجئ،
بل جاءت ضمن مقال بصحيفة "جيروزالم بوست"؛ أي أنها أفكار مرتبة مسبقا
ومعدة بعناية.
وقبلها كانت
تصريحات لوزير المالية الذي دعا دول العالم لفتح ذراعيها لاستقبال أهالي قطاع غزة.
يضاف إلى ذلك
تصريحات غير مباشرة للإرهابي نتنياهو وأعضاء مجلس حربه.
لا يمكن النظر
إلى الجرائم والمذابح التي يرتكبها العدو الصهيوني والتدمير الممنهج لكل مرافق
الحياة في غزة على أنه مجرد انتقام مما حدث لهم في هجوم السابع من أكتوبر، بل يمكن
أن يكون ضمن مخطط مدروس لجعل القطاع أرضا لا يمكن العيش فيها، وبالتالي أن يضطر
الناس إلى المغادرة!!
صحيح أن أهل
غزة يسطرون أروع صور الصمود حتى هذه اللحظة، لكن لا يجوز أن نعول على إفشال مخططات
التهجير على صمودهم، فما يواجهونه أكبر من طاقة البشر على التحمل، والتعويل على
صمودهم فقط يعني خذلانهم، ويعني تركهم وحدهم يواجهون هذا المخطط الجهنمي، وفي هذا
ظلم كبير لهم، وأكثر من ذلك يعني مساهمة في تسهيل نجاح المخططات الصهيونية التي
نعلن ليل نهار رفضنا لها!!
السبيل