شريط الأخبار

الحسابات الخاطئة!!

الحسابات الخاطئة!!
كرمالكم :  

عوني الداوود

الكوارث دائما تحدث نتيجة للحسابات الخاطئة.. والاخطر في الموضوع حين تتقاطع حسابات كل طرف فتكون الغلبة لمن يبادر فيخلط حسابات الطرف الآخر وقد ينسفها تماما..وحتى لا يبدو كلامي كما الالغاز سوف أشير الى الحسابات التالية التي فرضتها حرب العدوان على غزة ومحاولة تسليط الضوء على حسابات كل طرف:

أولا -اسرائيل:
-
حسابات اسرائيل اليوم وبعد مرور 70 يوما على عدوانها على غزة مختلفة تماما عمّا كانت عليه قبل 7 أكتوبر الماضي..وهي تختلف من يوم الى آخر لعدم وجود رؤية لحسابات «اليوم التالي» داخل الحكومة الاسرائيلية ذاتها، بل وداخل مجلس الحرب، وحسابات الولايات المتحدة الامريكية ايضا.

-
رغم اتفاق جميع الاطراف في الداخل الاسرائيلي الصهيوني والولايات المتحدة ودول أخرى في مقدمتها بريطانيا على أولوية القضاء على حماس، الا أن حسابات كل طرف تختلف في «الكيفية».

-
القضاء على حماس يحقّق نصرا لنتنياهو..ولكن هل انتصار نتنياهو يحقق نصرا للمعارضة بقيادة وزير الدفاع غالانت منافسه اللدود؟!

-
هل حسابات بن غفير وسموتريش نفسها حسابات نتنياهو وغالانت؟

-
في حسابات «اليوم التالي» لنتنياهو هو لا يريد أي وجود لغزة ولا لحماس ولا حتى لفتح والسلطة.. بل هو يزاود على حكومته اليمينية المتطرفة فلا يريد وجودا لفلسطيني.
-
في حسابات نتنياهو هو لا يريد وقفا للحرب لأن وقفها يعني وقف -بل انتهاء عمره السياسي- واعادة محاكمته وزجّه في غياهب السجون.

-
في حسابات اسرائيل التي لم تفلح بعد 70 يوما من تحقيق أي نصر سوى الدمار وقتل الابرياء والسعي الدؤوب لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة منتهزة فرصة الدعم اللامحدود من امريكا وبريطانيا..وغيرهما.

-..
هي فرصة لتوجيه ضربة لحزب الله والحوثيين.. بل وايران وفقا لحسابات اسرائيل.
-
لا زال في حسابات اسرائيل اليوم أكثر من أي وقت مضى، المضي قدما بتنفيذ سياساتها التهجيرية بابادة غزة وتحويلها لمنطقة غير قابلة للحياة..وبترويع أهالي الضفة العزّل الذين يواجهون قطعان المستوطنين المسلحين وبممارسة القمع والاضطهاد حتى لفلسطينيي الـ48.

**
كل ذلك لأن حسابات اسرائيل قبل7 اكتوبر كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر عسكري وسياسي يتمثل بصفقة «سلام اقتصادي» كبير يبشّر بشرق أوسط جديد لا تظهر فيه فلسطين على الخارطة كما أعلنها نتنياهو أمام العالم خلال اجتماعات الامم المتحدة أيلول الماضي.
7
أكتوبر.

ثانيا-الولايات المتحدة:
-
لم يكن في حساباتها العودة للتورط عسكريا في الشرق الاوسط خصوصا بعد اعلان خروجها من العراق ومن افغانستان، لكنها اضطرت للعودة بقوة بعد7 اكتوبر.
-
في حسابات الولايات المتحدة دعم مصالحها في المنطقة من خلال وكيلتها اسرائيل، ومحاولة تحقيق نصرلم تحققه في دعمها لاوكرانيا.
-
ليس في حسابات امريكا الانشغال عن ملفها الاهم هناك في المحيطين الهادي والهندي..كما أن ما جرى عطّل حسابات مشاريعها التنموية والاقتصادية في المنطقة.
-
حساب الوقت بالنسبة للولايات المتحدة أكثر أهمية ودقّة مع العدّ التنازلي للانتخابات الامريكية العام المقبل، وحسابات الربح والخسارة بمواجهة الجمهوريين.

ثالثا-المقاومة :
-
ليس في حسابات المقاومة الفلسطينية سوى تحرير فلسطين من الاحتلال وحماية الاقصى..وقد دفعت ولا تزال تدفع ثمنا غاليا يبدو متواضعا أمام نبل الهدف وسموه.
-
المقاومة حققت انتصارات منذ 7 اكتوبر، في مقدمتها اذلال عنجهية و»كذبة» الجيش الذي لا يهزم، ولا تزال ثلّة من المقاتلين تقارع أعظم جيوش العالم، ولا تزال المقاومة ممسكة بالورقة الأهم وهي «الأسرى والرهائن».. كما أعيد للقضية الفلسطينية ألقها بمختلف عواصم العالم.
-
ليس من حسابات لدى المقاومة سوى: وقف تام لاطلاق النار، وتحرير الأسرى «الكلّ مقابل الكلّ».

رابعا -دول الاقليم:
1 -
الاردن: حساباته واضحة منذ 75 عاما وليس منذ 7 اكتوبر، وبعد هذا التاريخ بات اكثراصرارا على: دعم القضية الفلسطينية وايجاد حل عادل وشامل، ورفض قطعي للتهجير.
2 -
مصر: صامدة ضد كل محاولات التهجير، رغم كل الضغوط الخارجية.

3 -
ايران: تشارك بذراعيها «حزب الله» و»الحوثيين»..وترصد المشهد فيما يجري ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، ولديها حساباتها في حال تم استهدافها مباشرة.
*
الخلاصة:
-
لا يتسع المجال لتفاصيل حسابات جميع دول المنطقة والعالم من هذه الحرب «العالمية» من حيث الاهتمام ومن حيث التأثير المباشر وغير المباشر، وتحديدا حسابات: تركيا- الصين- روسيا..في هذه الحرب.

-
كثير من التقارير كان آخرها « الايكونوميست»- أمس الأول- بدأت تتحدث عن ضغوط أمريكية (سريّة) على اسرائيل لانهاء عمليتها قبل بدء العام الجديد.

-
رغم كل ما تقدّم، يبقى الخطرالأكبر من وقوع «خطأ في الحسابات» لأي طرف، يعيد خلط الأوراق، أو أن تشعل حكومة نتنياهو المتطرفة الحرب في المنطقة غير آبهة بحسابات الجميع حين تجد نفسها مع الوقت بأنها لم تحقق شيئا وباتت «خسرانة خسرانة»!

الدستور

مواضيع قد تهمك