علي سعادة

أسوأ أنواع البشر والحكام والحكومات والمتبرعين من يُحمِّلون من يجاهد العدو ويتعرض للموت والدمار والبرد والجوع والتشريد والمعاناة الكاملة "جميلة" أنه قدم له شربة ماء أو رغيف خبز أو علبة دواء، أو دافع عنه أمام وسائل الإعلام أو أمام "المجتمع الدولي، إن كان ثمة "مجتمع دولي".

لم أسمع أحدا من المقاومة، حسب متابعتي، وما أقرأ، ولا حتى من أهالي غزة، طلب مساعدة أحد، أو توسل لأحد، حتى إن أحدى الأمهات وهي تحمل ابنها الشهيد وجهت رسالة للعرب: " لا حدا يدخل في فلسطين إحنا بنحررها، أعطينا العرب فرصة لمدة 70 سنة ما عملوا شي".

ولم أسمع أبو عبيدة أو محمد الضيف أو يحيى السنوار أو حتى أي من رجال المقاومة طلب شيئا، وأرجو من أي شخص طلب منه القيادي في "القسام" مروان عيسى أن يبلغنا بذلك حتى نغير من موقفنا، حتى لا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.

ينقص من قدر الرجل أن يمن على غيره بعطاياه وما تجود به نفسه، خصوصا إذا كان من يمن عليهم يقومون بواجب الدفاع عن الأمة وشرفها وكرامتها، وينوبون عن ملياري مسلم منهم نحو 400 مليون عربي.

منذ نحو 76 يوما وهم يعانون من القصف والدمار والتجويع والتشرد والبرد، لا توجد على ألسنتهم سوى عبارة الحمد لله، الله أعطى والله أخذ، لله ما أخذ وله ما أعطى.

لم تسمع عن جريمة سرقة، أو جنحة أو عملية قتل أو اعتداء على بيت، حتى إنهم يتجنبون إظهار النساء الفلسطينيات شهيدات أو جريحات، لم نر سيدة فلسطينية واحدة وسط هذا الدمار، لأنه شعب يعرف كيف يحافظ على كرامة نسائه.

الفلسطينيات لهن قدسية لا يعادلها شيء عند الشعب الفلسطيني، فهن من يصنعن الرجال، ومن يودعن الرجال إلى ساحات البطولة أو إلى جنة عرضها السماوات والأرض، لذلك لا ترى صورا لأية فلسطينية وهي شهيدة أو جريحة، لأنه لا يجوز أن تظهر سيدة الأرض إلا بكامل بهائها وقوتها وقدسيتها.

السبيل