شريط الأخبار

أمريكا تريد هدنة ولكن

أمريكا تريد هدنة ولكن
كرمالكم :  

عبدالله المجالي

لا شك أن الولايات المتحدة متفقة تماما مع الكيان الصهيوني في هدفين من أهدافه في غزة؛ القضاء التام على حركة حماس، وضمان أن لا تكون غزة مصدر خطر على الكيان وضمان عدم تكرار هجوم 7 أكتوبر، لكن الخلاف بين الطرفين في الآليات والتفاصيل؛ إذا تفضل واشنطن أن يتم ذلك بأقل الأضرار.

لكن وبعد أربعة أشهر من الهجوم الوحشي تعترف واشنطن أن الهدف الرئيسي، وهو القضاء على حماس، بعيد المنال، وقد يؤدي الاستمرار في العدوان إلى مقتل جميع الأسرى الصهاينة في غزة وبعضهم يحمل الجنسية الأمريكية.

توازن واشنطن بين دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني وحقه في القضاء على حماس وضمان أن تتكرر هجمات 7 أكتوبر، وبين أن يؤدي ذلك إلى انفجار المنطقة وتوسع الغضب تجاه الكيان الصهيوني وتخريب جهود التطبيع مع السعودية وباقي دول العالم الإسلامي، ولذلك فإنها بعد كل هذا الوقت تسعى بجدية لهدنة طويلة نسبيا مقارنة بالهدنة السابقة.

اجتماع باريس في نهاية الشهر الماضي الذي حضره مدير (سي آي ايه) ومدير الموساد ورئيس الوزراء القطري ومدير المخابرات المصرية كان مهما جدا لهذه الغاية، وقد تم التوافق على إطار صفقة تفضي لهدنة وتبادل الأسرى.

ردت حماس الأسبوع الماضي على ذلك الإطار، حيث وافقت من حيث المبدأ لكنها وضعت شروطا، وقالت إن من حقها ذلك لأنها لم تكن طرفا في صياغة الإطار بينما الكيان الصهيوني كان طرفا.

ورغم أن رد حماس تضمن شروطا صعبة لا يقبلها الأمريكان أنفسهم، إلا أنهم التقطوا لحظة أن حماس لم ترفض الإطار، فأجروا اتصالاتهم بالقطريين والمصريين للضغط على حماس لتخفيف شروطها، كما أجروا اتصالات مع الإسرائيليين.

أرسل بايدن مدير ( سي آي إيه) للقاهرة للبحث في الصفقة، وأرسلت حماس وفدا كذلك، وتعنت الإسرائيليون في البداية وطالبوا بتنازل حماس مسبقا عن شروطها، لكنهم في النهاية أرسلوا وفدهم للقاهرة، وقد تم الاجتماع اليوم بين مدير (سي آي إيه) والموساد والمخابرات المصرية ورئيس وزراء قطر، وبالتأكيد فإن القطريين والمصريين سيحملون خلاصته لوفد حماس.

تشير التسريبات إلى أن الأمريكان يضغطون باتجاه هدنة لمدة ستة أسابيع، تفضي لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة بما فيهم حاملي الجنسية الأمريكية، لكن لا شيء يشير حتى اللحظة إلى أن واشنطن تخلت عن دعم الكيان اللامحدود لتحقيق أهدافهما المشتركة في غزة.

السبيل

مواضيع قد تهمك