شريط الأخبار

خط بايدن الأحمر.. حقيقته وغاياته

خط بايدن الأحمر.. حقيقته وغاياته
كرمالكم :  

حازم عيّاد

الحسابات الامريكية معقدة، فالخشية من توسع التدخل الصيني والروسي من خلف دول بريكس البرازيل وجنوب افريقيا مصدر للارق والقلق، فمع كل يوم يمر من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة؛ تزداد الامكانية لتدخل دولي انساني أوسع من ذلك الذي تشرف عليه أمريكا وشريكتها في الجريمة أوروبا.

أمريكا تعلم أن الحرب فقدت شرعيتها منذ اليوم الاول في 8 آذار بعد استهداف الاطفال والنساء والمدارس والمستشفيات، واليوم بلغت حداً غير مسبوق من انعدام الشرعية، بالتجويع والحصار الذي ذهب ضحيته الاطفال على نحو يومي في القطاع.

الهجوم على رفح مصدر لأرق وقلق أمريكي متعاظم، ذلك أنه سيفتح على الولايات المتحدة وحلفاء الكيان الاسرائيلي في اوروبا وكندا واستراليا ومن على شاكلتهم من أدعياء الانسانية فيضاً واسعاً ومركزاً من الضغوط والاختراقات الدولية، يتوقع أن تتجاوز تلك التي يمارسها النشطاء، وتتسبب بها التظاهرات في شوارع المدن الاوروبية والامريكية.

فالمعاناة الانسانية للفلسطينيين في القطاع ستتحول وبشكل حتمي لثغرة يصعب إغلاقها، تفسح المجال لتدخل إنساني دولي واممي واسع، تحاول أمريكا ودول الاتحاد الاوروبي المتواطئة إبقاءه تحت السيطرة والتحكم، لإدامة الأزمة والورقة الوحيدة الرابحة بيد الاحتلال، ممثلة بسلاح التجويع والمعاناة الانسانية.

المحاولات الامريكية لاغلاق الثغرة قبل اتساعها ومزاحمة القوى الدولية لاوروبا وأمريكا؛ لم تقتصر على الاشتراك بالإنزالات الجوية والإعلان عن التحركات لفتح ميناء عائم، بل شملت وضع ما أطلق عليه (الخط الاحمر) للهجوم على مدينة رفح، فالهجوم سيوسع الثغرة ويجعلها غير قابلة للسيطرة، فما تخشاه أمريكا أن يتسع الفتق على الراتق الأمريكي - الاوروبي؛ بخلق معاناة إنسانية تستدعي تدخلاً دولياً يتجاوز التحالف الامريكي الاوروبي المتواطئ على حصار غزة، للتحكم بما يدخل إليها من مساعدات، مهددا بفقدان الورقة الرابحة الاخيرة بيد الاحتلال.

الخط الأحمر الذي وضعه بايدن - نتنياهو في رفح، هو في حقيقته خط أحمر أراد رسمه بايدن للمجتمع الدولي لمنعه من التدخل، وليس نتيجة لصحوة ضمير أمريكية، وهو ما عبّر عنه بايدن بوضوح عندما قال: "نتنياهو يضرّ إسرائيل أكثر ممّا ينفعها بطريقة إدارته للحرب"، وذلك خلال مقابلته على قناة "إم إس إن بي سي" الامريكية؛ فالهجوم على رفح يهدد بخسارة ورقة رابحة من منظور أمريكي استراتيجي.

إنها منافسة بين بايدن ونتنياهو في الإجرام والتلذذ في استعمال ورقة التجويع والمعاناة الانسانية والحفاظ عليها، ما أكده نتنياهو بقوله إن "هناك اتفاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية بشأن أهداف الحرب وأمورها الأساسية، لكن الأطراف تختلف حول كيفية تحقيقها".

السبيل

مواضيع قد تهمك